انتهت مباراة ديربي مدينة طرابلس بفوز الأهلي على الاتحاد 2-1 وإذ نبارك للفريق الفائز وحظ أوفر للفريق الخاسر ونعود للمباراة التي كانت في طريقها للتعادل برضاء الطرفين أعني المدربين واللاعبين الذين كانوا يساهمون في تعطيل وقت اللعب، وفعلاٌ انتهى الوقت الرسمي بالتعادل وأظاف الحكم البورندي 4 دقائق وقتاً إضافياً سجل فيها مهاجم الأهلي طرابلس أنيس سلتو هدف الفوز من زاوية صعبة في الدقيقة 93 وسط ذهول المدافعين وغفلة حارس مرمى الاتحاد.. عموماً المباراة كانت متوسطة المستوى الفني وغابت عنها الصورة الجميلة لديربيات الفريقين السابقة فلا إثارة ولا تشويق ولا مهارات فردية أو تسديد محكم على المرمى وحتى الفرص كانت واحدة فقط أمام مرمى الاتحاد.. الهدفان الأوليان للفريقين جاءا من كرات ملعوبة بالعرض من ناحية اليمين فشل المدافعون في إبعادها لتجد المهاجمين أمام المرمى ليسكنوها داخل الشباك، والذي آمله ألا نكرر مقولة أن مباراة الديربي أهميتها في نتيجتها ونقاطها بغض النظر عن مستواها الفني.. وبحكم تجربتي الرياضية فقد شاهدت العديد من ديربيات الفريقين من أيام الملعب البلدي والمدينة الرياضية في طرابلس وبنغازي، ولهذا تأسفت على هذا المستوى المتواضع وقد قارنت كثيراً بين نجوم الأمس الذين لعبوا الكرة في الهواية وأحبوا الغلالة دون مقابل وامتلكوا المهارات الكروية الرائعة من حراس المرمى ومدافعين ولاعبي وسط ومهاجمين وعقود لاعبي اليوم من ليبيين وعرب وأجانب، والتي تبلغ في مجموعها الملايين دون إبداعات أو متعة كروية وديربي الجمعة لا يختلف كثيراً عن مباريات الصعود في الدوري السباعي، لذلك ترحمت على أحمد الأحول ورجب الأحول وعلي البسكي وحسن السنوسي وتمنيت الشفاء للهاشمي البهلول وطولة العمر لنوري الترهوني وعز الدين بيزان وبوغالية والمعداني وعبدالباري الشركسي وغيرهم من النجوم الذين لا يمكن حصرهم في هذا المجال، والغريب في الأمر أن الفريقين كانا في معسكرات رياضية خارج الوطن ولعبا عدة مباريات ودية قبل تقديمهم لهذا المستوى المتواضع، إنها مأساة الكرة الليبية حيث يتكرر نفس المشهد في ديربي ينغازي وفي معظم المباريات بين الفرق الكبيرة التي تملك الجماهير العريضة والإمكانيات المادية والفنية، ومع ذلك لم تشهد تطوراً كبيراً في مستوى أدائها الفني، ولهذا علينا أن ندق ناقوس الخطر ونواجه واقعنا الكروي قبل فوات الأوان لأن معظم الدول الأفريقية تطورت كروياً إلا نحن مازلنا نراوح في مكاننا، والواقع يحتّم علينا مناقشة عدم تطور اللعبة من خلال الحوارات والندوات من قبل المختصين لتحديد الأسباب قبل فوات الأوان وحدوث التصدع لكرتنا المحلية التي نحبها، لكننا لم نضع لها الحلول الكفيلة برقيها وتطورها.. أخيرا أروع ما في المباراة الروح الرياضية العالية التي تحلّى بها لاعبو الفريقين طيلة زمن اللعب والتي كانت الفوز الحقيقي في هذه المباراة والمستوى التحكيمي الدولي الراقي وأدعو الله أن يصلح حال بلادنا خاصة الكروي.