اراء

أحلام مبعثرة

عبدالفتاح زكريحسنًا.. ليس جلدًا للذات أن نعترف  باجترارنا الخيبات وضياع حلم دغدغ مشاعرنا التواقة  إلى أن نكون بين الكبار بعد مائة سنة من ظهور كرة القدم في بلادنا، لم نعرف خلالها، رغم العديد من التجارب والمحاولات، أن نرسم طريقًا ينتهي بنا إلى حيث نرغب أن نكون.. وبكل واقعية؛ نعترف أن الرياضة الليبية عاشت أزماتٍ متعددةً صنعتها الدولة التي لم ترَ في الرياضة إلا وسيلة للهو وليس أداةً لبناء الإنسان وأنها كما يراها العالم ركيزةً أساسيةً في هيكل الدول ينبغي أن تُولَى الاهتمام الكبير، وأن تكون مشروعًا وطنيًا ترصد له الأموال والأفكار والرجال.

وعوْدٌ إلى مواجهة منتخبنا الوطني وشقيقه المصري العتيد؛ كانت الواقعية تفرض علينا ألا نفرط في أحلامنا بالتأهل على حساب كبير أفريقيا، رغم أنه ليس في أوج قوته حاليًا، لمجرد فوزنا في مباراتيْن على الغابون وأنغولا، لم نكن خلالهما الأفضل أداء أو حضورًا لكننا نجحنا في اقتناص نقاط المباراتين مما منحنا جرعةً معنويةً هائلةً أسعدت الشعب الشغوف بكرة القدم الذي تغافل ،من باب التفاؤل، عن تقييم الجودة الفنية للاعبين الليبيين ونظرائهم في منتخب مصر، حيث الفوارق جلية وواضحة لكل خبير، ورغم حماس ورغبة لاعبينا في تحقيق نتيجة تُرضي الجماهير؛ إلا أن الحقيقة فرضت نفسها بكل وضوح وأعادتنا إلى الواقع.

لابد أن نُشخّص واقعنا الرياضي بكل واقعية وأن نُلزم الدولة بوضع الرياضة في أولويات اهتماماتها وجعلها مشروعًا وطنيًا تُوضع له الخُطط وتُصرف له الميزانيات وتسنّ له القوانين, يكفينا ارتجاليةٌ وعمل عشوائي، فقد جربناه عشرات السنيين ولم ينتج لنا إلا الفشل.

زر الذهاب إلى الأعلى