أهم من القائمة!
لن أتحدث عن قائمة كليمنتي المختارة للمنتخب الوطني لكرة القدم التي استدعاها عقب نهاية الدوري تحسبًا لمباراة الغابون المدرجة ضمن استحقاق مونديال قطر 2022؛ فقد أشبعت القائمة بحثًا وتحليلاً من المتخصصين والعامة والرواد “الفيسبوكيين” علي مختلف انتماءاتهم وثقافتهم، كلٌّ يدلو بدلوه فيما اختاره السيد خافيير ووضع اسمه كي يكون له شرف الانتماء لمنتخب ليبيا..!
هذا يريد اللاعب س، وذاك يريد اللاعب ص، هذا يستحق أن يكون في القائمة والأخر غير جدير بها….الخ من الآراء ووجهات النظر الصائبة والمنطقية وخلافها التي تغذيها وتحكمها الانتماءات والأهواء الشخصية..!
في نظري ما هو أهم من اختيارات اللاعبين والطريقة التي جاءوا بها؛ هو معسكر الإعداد الذي أعلن عن إقامته اتحاد الكرة في تركيا لمدة أسبوعين؛ تحضيرًا للمباراة المقبلة في الرابع من سبتمبر بملعب بنينا ببنغازي.. وهنا تتراقص أمامي تساؤلات عدة وعلامات استفهام وتعجب تلفها الحيرة والغموض من جدوي وفاعلية هذا المعسكر وتوقيته والفائدة المرجوة منه .!.
فمن حيث المكان، من الذي اختار تركيا لتكون عنوانًا ومقرًا للمعسكر التحضيري ولماذا تركيا تحديدًا؟ وما هي الفائدة التي سيجنيها المنتخب في حال عدم توفر ولو مباراة ودية واحدة في هذا المعسكر خاصة وأن المنتخب سيخوض استحقاقًا أفريقيًا بامتياز وكان الأولي باتحاد الكرة أن يقيم برنامجه في أحد الدول الأفريقية ولو تعذر له ذلك؛ استدعي بعضًا من منتخباتها لإجراء عدد من المباريات الودية في ليبيا سواءً في طرابلس أو في بنغازي لأنها هي من ستكسب المنتخب الاحتكاك والتجانس الذي يحتاج إليه، خاصةً أن معظم اللاعبين لا زالوا يتمتعون بقدر كبير من التحضير البدني والذهني اكتسبوه من مشاركتهم في دورينا المحلي وهو ما سيكون عاملاً مساعدًا على تألقهم وسيسهل من مهمة كليمنتي في تجهيزهم وإعدادهم بشكل جيد رغم قصر الوقت المتبقي على المباراة المرتقبة مع المنتخب الغابوني؛ ولأن المعسكر المغلق في تركيا لن يكون مجديًا اللهم مجرد سياحة وتغيير جو ليس إلا، وبالتالي فإن من اتخذ قرار السفر؛ خانه التوفيق وجانبه الصواب وافتقد إلى الرؤية والبصيرة التي تخالف المنطق وما يمليه الواقع وراهن الحال وما كان يجب فعله والقيام به للاستفادة القصوى والضرورية من عامل الزمن، بغض الطرف عن هذا المعسكر وما قد يكلفه من خزينة الدولة والاستعاضة عنه بتجمع داخلي في أحد المدن الليبية، يكون أفيد وأكثر أهمية وأجدى نفعًا من مثل هذه المعسكرات التي تُقام دون دراسة مسبقة، ودون إعداد وتخطيط مناسبيْن.