اراء

شوية صراحة.. أتجاه معاكس !!

عامر جمعة
عامر جمعة

تباينت الآراء حول المنتخب الوطني لكرة القدم واختلفت ردود الأفعال بشأن المباراتين الوديتين مع الكويت، خاصة بعد المباراة الأولى وكأن خسارتها مماثلة لخسارة الجزائر من الدور الأول لبطولة أمم أفريقيا، وهي حاملة اللقب وإن قلل الفوز في المباراة الثانية من حدة المنتقدين المتربصين؛

ولاشك أن الاختلاف والتباين مرتبط بموقف المتداخلين على اختلاف جهاتهم من اتحاد الكرة.

فالذين يرون أن مشكلة كرة القدم عندنا تتمثل في اتحادها الحالي، لم يكن هدفهم إلا الإطاحة به على الرغم من أنه جاء لسدة الحكم بطريقة ديمقراطية لم نعهدها في بلادنا من قبل، وأن الأندية هي التي اختارت مكتبه التنفيذي ورئيسه على وجه الخصوص، ولا أظن أنه أسوأ من تعاقبوا على رئاسة الاتحاد، فمشكلة كرة القدم عندنا (عويصة) وظلت اتحاداتها دائماً محل اعوجاج رغم أن بعض من ترأسوا اتحاداتها كانوا مسنودين من ذوي النفوذ، وتحصلوا على دعم في مراحل كانت أكثر استقراراً مما هو عليه الآن، وليست كرة القدم هي المشكلة الوحيدة عندنا فالصحة والتعليم والاقتصاد ليس في أحسن حال على قدر الأهمية؛؛

ورغم إنني لا تربطني باتحاد الكرة الحالي أي علاقة مع أي عضو به ولست من مؤيديه، ولم ألتقِ برئيسه لأكثر من ثلاثة عقود ولا أحرص على ذلك، لا أرى أكثر المواقف منه إلا بقدر ما ينتظر منه من فوائد ومصالح مع أن مصلحة الكرة عندنا والرياضة عموماً لا ترتبط بمصلحة أحد ولا بالمصالح الخاصة، ومن المؤسف أن تستمر عندنا ظاهرة التعامل مع مسؤولي الرياضة من خلال المصالح الخاصة ليس إلا، وهو نفس الأسلوب الذي تتعامل به الاتحادات ولن تُجني أكثر مما اقترفت؛؛

يا سادة علينا إلا نغطي عين الشمس بالغربال، فمنتخبنا لم نعهده يُحقق البطولات، بغض النظر عمّن ترأس الاتحاد، وإذا كان الأمر يتعلق بالنجاحات فالمغرب التي لديها مئات المحترفين لم تفز ببطولة قارتها منذ عهد فراس أحمد قبل ستة وأربعين عاماً، على ما أنجبت من نجوم على مستوى العالم ولو وُفّق (غنيم) في تسديد ركلة ترجيح لكان لقبنا أحدث من لقبها؛؛

وإنجلترا التي لديها أقوى وأحسن دوري في العالم، وعلى ما ظهر فيها من نجوم وهي الدولة العظمى، لم تتمكن من إحراز بطولة قارتها ولا بكأس العالم منذ عام 66، ولم تفز إيطاليا بلقبها الأوروبي إلا بعد نصف قرن وأن الفائزين بكأس العالم ثمانية منتخبات مع أن العالم يضم مئتي دولة وليس من بينهم منتخبات أمريكا ولا الصين ولا روسيا ولا اليابان، ومن أكثر غنى وتقدماً منهم، وتضم أفريقيا أكثر من خمسين دولة لكن الذين تبادلوا الفوز بكأسها لا يتعدى عددهم عشرة منتخبات بانضمام السنغال للوحة شرف المتوجين.

ولم تفز روسيا وهي دولة عظمى بكأس أوروبا إلا في عصر الاتحاد السوفييتي الذي كان مكوناً من عدة دول تشمل الآن دول أوروبا الشرقية، وجميعها على شهرتها لم تُحقق الألقاب القارية ومن ضمنها صربيا التي تغزو العالم بمدربيها وبولندا التي لديها لوفاندوفسكي؛؛

نحن دولة لديها إمكانيات مادية لكنها لم تُعط اهتماماً لكرة القدم وللرياضة، ونمر الآن بمرحلة صعبة يكون فيها البلد أهم من كل شيء، وليست الرياضة وحدها التي تعاني بل كل المجالات والإصلاح يحتاج إلى زمن ورجال، ونأمل أن يكون ذلك في أقرب الآجال،؛

زر الذهاب إلى الأعلى