اتحاد الكرة في قبضة الأندية….!!
سيظل اتحاد الكرة تحت سطوة وسيطرة وجبروت الأندية متطأطئ الرأس أمامها، يأتمر بأمرها ولا يتحرك قيد أنملة في أي اتجاه ما لم يتلقَ الضوء الأخضر منها، ويتحصل على موافقتها ورضاها عنه ولو في أصغر وأقل الأمور وأيسرها شأناً، فما بالك بالقضايا المُعقّدة والشائكة والقرارات المصيرية التي تتطلب الحزم والجرأة وسرعة الإجراء، وتطبيق اللوائح المعمول بها والمتفق عليها!.
هذا الوضع البائس والمتردي الذي تورّط فيه اتحاد الكرة مع الأندية بمسمياتها المختلفة المتناسلة ليلاً والمتكاثرة نهاراً دون حسيب أو رقيب، حتى فاق عددها أربعمائة نادي، هو نتيجة إملاءات وشروط ومصالح الأندية التي فرضتها في الانتخابات الأخيرة بطبرق، وما جرى فيها من فوضى عارمة مقابل منح أصواتها له، فما كان منه إلا الاستجابة والموافقة على مطالبها دون قيد أوشرط، ما أوقعه في شركها. وبالتالي لن ينصلح حال اتحادنا وكرتنا ما لم يتخلص من تسلط الأندية عليه ويعلن عن استقلاليته منها، ويصبح حراً في اتخاذ قراراته التي تتوافق مع ما تنص عليه اللوائح ولا تتوافق مع مصالح وأمزجة الأندية، دون خوف أو مركبات نقص أو شعور بالدونية، وليكن هو الأقوى والأعلى والأجدر، تتبعه الأندية وليس تابعاً لها، وإذا لم يكن كذلك وقد كبّل يديه بما لم يستطع الإيفاء به وبما تعهد على تنفيذه وأدرك أنه سيضر بمصلحة الكرة الليبية، فليترك مكانه لغيره وليعلن على الملأ أنه عاجز أمام تغوّل الأندية عليه، وليس بإمكانه أن يكون اتحاد هذه المرحلة وما تتطلبه من قوة وهيبة وانضباطية هو لا يملكها ولا يقدر عليها، في ظل راهن الحال والحالة التي عليها واقعنا الكروي المُعقد والمتأزم باستمرار.