ادمجوها وأريحونا !
قضايا شائكة ومعقدة في الرياضة الليبية تحتاج إلى وقفة وإيجاد حل جذري ونهائي لها حتى لا تؤثر علينا سلبيًا، وتشدّ طموحاتنا إلى الخلف بدلاً من دفعها إلى الأمام.!
من تلك القضايا كثرة الأندية التي وصل عددها إلى أكثر من 50 ناديًا، وكأننا في دولة عدد سكانها مائة مليون نسمة وليس ستة أو سبعة ملايين.
أندية بمسميات مختلفة ما أنزل الله بها من سلطان، لا تعدو كونها مجرد أسماء على الساحة الرياضية، بل إن نصفها، وحسب الإحصائيات المعتمدة؛ بلا حركة، وعاطلة عن العمل نهائيًا، ولا تتوفر بها مقومات الأندية المتعارف عليها في ممارسة الأنشطة الرياضية المختلفة، وحتى تعي هذه الأندية وضعها في الخارطة الرياضية وتُصلح من حالها فإما أن تكون أندية بكل ما للكلمة من معنى ومدلول، أو أن تختفي وتترك الفرصة لغيرها من الأندية القادرة على البقاء بجدارة وباستطاعتها القيام بدورها المنوط بها على أكمل وجه.
هذا الكلام؛ يعني ضمنيًا؛ أن موضوع دمج بعض الأندية فيما بينها لا مناص ولا مفر منه، عاجلاً أو آجلاً؛ لأن الواقع أثبت أن عددًا كبيرًا منها غير قادر على الوفاء بمتطلباتها والالتزام بدورها في النهوض بالرياضة الليبية، وقد أصابها الشلل التام، ولم تعد تقوَ على الحركة، ويكفي أنها لا تستطيع توفير الكرات لفريقها الأول لكرة القدم، فما بالك ببقية الألعاب الأخرى التي تحتاج إلى دعم ومبالغ مالية، وإن توفرت هذه الأموال؛ فلن تكون إلا لمرحلة وقتية معينة، ثم ما تلبث أن تعود الأمور إلى ما كانت عليه!.
ثم ما هو المغزى و الجدوى من بقاء أندية خرسانية لا ماء ولا هواء ولا حياة فيها؟ مجرد مبانٍ بالكاد تعرف أنها أندية رياضية، حتى من يُسيّرها نفرٌ قليلٌ لا يلتقون إلا في المناسبات أو من خلال الهاتف النقال هذا لو حدث ذلك!.
لنكن جادين ومخلصين لرياضتنا ونسرع الخطى باتجاه موضوع الدمج كي نُبقي على ما تبقى من أندية بإمكانها حمل مشعل التفوق والنجاح بدلاً من هذه الأندية التي تناسلت وتكاثرت في غفلة من الزمن ودون فائدة تُرجى منها.!