استدعاء 3 أجانب لأمم أفريقيا يبين حجم الدوري الليبي الحقيقي
يترقب عشاق الكرة الأفريقية بشكل عام انطلاق بطولة أمم أفريقيا 2021 المقرر إقامتها في الكاميرون الشهر المقبل بمشاركة 24 منتخبًا.
وللأسف؛ لم يتمكن المنتخب الوطني في التأهل لنهائيات أمم أفريقيا في النسخة الحالية، مما يعني غيابه عن البطولة.
ومن المقرر أن تتوقف المنافسات في أغلبية الدوريات الأفريقية خاصة المنتخبات المشاركة في البطولة، ولكن هذا الأمر لن يكون في ليبيا، أولًا لعدم مشاركة المنتخب الوطني في البطولة، وثانيًا لأن عدد المحترفين المشاركين من الدوري في البطولة ثلاثة لاعبين فقط.
وشهدت الأيام الماضية استدعاء عبدول با قلب دفاع نادي الأهلي طرابلس للتواجد مع منتخب بلاده موريتانيا وكذلك مشاركة لاعب وسط نادي الهلال مدوين بيتنغ مع منتخب الغابون بالإضافة إلى مشاركة ظهير أيمن نادي التعاون وليد حسن مع منتخب السودان.
دوري ممتاز بحجم ليبيا يتم استدعاء ثلاثة لاعبين فقط منه للمشاركة في بطولة “الكان” المقبلة؛ هو دليل كبير وواضح وضوح الشمس على مدى الانتدابات التي تقوم بها الأندية الليبية.
والحقيقة التي لا يغفلها أحد؛ أن هناك عشوائية كبيرة من الأندية الليبية في التعاقدات مع لاعبين أجانب فأغلبهم لا يرتقون للتواجد مع هذه الأندية، ولا يمثلون الإضافات الكبيرة المنتظرة، فهل يوجد دليل أكبر من استدعاء ثلاثة لاعبين فقط إلى “الكان” من بين عشرات المحترفين في الدوري، وهو ما يجعلنا نستطيع أن نقول أن الأجانب المحترفين في الدوري الممتاز “كذبة كبيرة” فهم فقط أجانب ولكن مستوى الكثير منهم لم يصل إلى مرحلة الاحتراف.
وبالمقارنة بين الدوري الليبي والدوريات في الدول المجاورة؛ سنجد أن هناك أضعاف أضعاف اللاعبين الأجانب المستدعين من منتخبات بلادهم بدلًا من الثلاثي الذي تم استدعاؤه من الدوري الممتاز.
ودليل آخر على العشوائية في اختيار الأجانب والمحترفين للدوري؛ هو الأرقام التي قدمها هؤلاء في الجولات الماضية بالإضافة الى فسخ نادي بحجم السويحلي تعاقده مع لاعبين من المحترفين بعد مرور خمس جولات فقط في الدوري.
ومن هنا، يجب أن تكون هناك وقفة، خاصة أن هؤلاء اللاعبين الأجانب يحصلون على رواتبهم بالعملات الصعبة؛ مما يكلّف الأندية نفقات عالية.
ليس هذا فقط، بل إنهم يحرمون لاعبين آخرين محليين سواءً كبار أو ناشئين من الحصول على الفرصة، وقد يكونوا أكثر فاعلية وإضافة منهم للفريق والمنتخب فيما بعد.
بالإضافة إلى كل ذلك؛ لم يقدم هؤلاء الأجانب المردود المنتظر منهم من أجل النهوض بالكرة الليبية وإعادتها إلى مكانتها في القارة السمراء مع أنديتهم في البطولات الإفريقية التي خسرنا فيها مقعدين وأصبح لنا مقعدان فقط بدلًا من أربعة.
ولأن لكل مشكلة حل؛ فتوجد هناك العديد والعديد من الحلول لتفادي هذه المشكلة في المستقبل، وهي أن يكون هناك في كل نادٍ، على الأقل، لجنة لتقييم اللاعبين الأجانب قبل التعاقد معهم في المستقبل، أو تحديد فترة معايشة لأي لاعب قبل التعاقد معه.
ولكن الحل الأكبر والأهم هو من جانب اتحاد الكرة، وأن يطبق ولو جزء من النظرية الإنجليزية، بأن يكون أي لاعب أجنبي قد شارك مع منتخب بلاده في المباريات الدولية في الفترة الأخيرة بنسبة معينة حتى يتمكن من قيده وأن يضمن أن يقدم الإضافة للدوري والكرة الليبية.