الأسطورة مارادونا.. إنجازات لا تمحى من الذاكرة وعشق لا يغيبه الموت
في يوم حزين على عشاق ومحبي كرة القدم على مستوى العالم، غابت شمس كرة القدم عن الملاعب، بعدما أعلن الاتحاد الأرجنتيني، بشكل رسمي اليوم الأربعاء، وفاة أسطورة كرة القدم الأرجنتينية والعالمية دييجو أرماندو مارادونا عن عمر يناهز 60 عاما، بسبب سكتة قلبية.
ومارادونا المولود في30 أكتوبر عام 1960، هو أسطورة من أهم أساطير كرة القدم على مر التاريخ فإنجازاته لا تمحى من الذاكرة وشعبيته الجارفة لن تتأثر برحيله عن الدنيا، فقد أمتلك النجم الأرجنتيني مهارات لا توصف جعلته أفضل لاعب كرة قدم في التاريخ وأيقونة لكل من يداعب كرة القدم بالقدم اليسرى.
أمتلك مارادونا بمهاراته وإمكانياته الفنية الكبيرة قلوب وعقول عشاق الساحرة المستديرة لتعتبره لاعب لا يقارن بأي لاعب آخر خاصة وأنه حقق إنجازات كبيرة على مستوى الأندية التي لعب لها ومع منتخب الأرجنتين.
بداية رحلة الاحتراف
ولد مارادونا في لانوس، بجنوب بوينس آيرس لعائلة فقيرة انتقلت من محافظة كوريينتس. كان أكبر ابن بعد ثلاثة بنات، ولديه أخوان هما هيوغو وإدواردو، وكلاهما كانا لاعبي كرة قدم محترفين أيضاً، واكتشفت موهبته الكروية في سن العاشرة عندما كان يلعب مع نادي إستريلا روجا.
لعب أول مبارياته مع منتخب الأرجنتين لكرة القدم عندما كان عمره 16 عاماً، ضد المجر. وعندما أصبح عمره 18 عاماً، مثّل منتخب بلاده في بطولة العالم لكرة القدم للشباب، وكان نجم البطولة، وفاز المنتخب بالبطولة بعد الفوز على منتخب الاتحاد السوفياتي بنتيجة 3–1 في النهائي.
في يوم 20 أكتوبر 1976، بدأ مارادونا مشواره مع الاحتراف مع ارجنتينوس جونيورز، وهو في عمر 16 عاما. ولعب هناك بين عامي 1976 و 1981، وسجل 115 هدفا في 167 مباراة، وانتقل بعدها إلى بوكا جونيورز في منتصف موسم 1981 مقابل مليون جنيه استرليني لبوكا جونيورز ونجح في التتويج معه ببطولة الدوري عام 1982.
فترة صعبة مع برشلونة
بعد نهائيات كأس العالم عام 1982، نجح نادي برشلونة في ضم مارادونا مقابل 5 ملايين جنيه استرليني ليحطم الرقم القياسي العالمي في ذلك الوقت
وفي عام 1983، وتحت قيادة المدرب سيزار لويس مينوتي فاز برشلونة بكأس ديل ري (مسابقة الكأس الوطنية الإسبانية) بفوزه على ريال مدريد، وكأس السوبر الإسبانية بفوزه على أتلتيك بلباو.
ولكن مارادونا عاش فترة صعبة في برشلونة، بعدما عانى من التهاب الكبد، ثم بكسر في الكاحل الناجم عن احتكاكه والعرقلة من قبل الإسباني أندوني غويكيوتكسيا لاعب اثليتيك هددت بإنهاء مسيرة مارادونا، كما دخل مارادونا في نزاعات متكررة مع مديري الفريق لتبلغ ذروتها مع رئيس النادي خوسيه لويس نونيز عام 1984، ليقرر دييجو الرحيل عن الكامب نو.
إيطاليا جنة كرة القدم
انتقل مارادونا إلى نابولي في الدوري الإيطالي برقم قياسي جديد حين ذاك بـ 6.9 مليون جنيه استرليني، ووصل مارادونا إلى أوج عطائه الكروي وأصبح معشوق جماهير النادي والكرة الإيطالية، ليطلق على إيطاليا جنة كرة القدم.
وكانت فترة مارادونا هي العصر الذهبي لنابولي فقد توج الفريق بالدوري الدرجة الأولى الإيطالي الوحيد للبطولة الإيطالية في عام 1986–87 و1989–90، وحققوا الترتيب الثاني في الدوري مرتين، في 1987–88 و 1988–89، بالإضافة إلى كأس إيطاليا في عام 1987، والمركز الثاني في البطولة نفسها في عام 1989، حاز نابولي على كأس الاتحاد الأوروبي في عام 1989 وكأس السوبر الإيطالي عام 1990، وكان مارادونا هدافاً للدوري الإيطالي موسم 1987–88.
وقام نادي نابولي بتكريم مارادونا نظرا لإنجازاته الكبيرة وقرر إحالة القميص رقم 10 إلى التقاعد رسميا.
بداية المشاكل
زادت مشاكل مارادونا الشخصية خلال الفترة التي قضاها في الملاعب الإيطالية، حيث أدمن تعاطي الكوكايين، وتم تغريمه في الولايات المتحدة بـ70 ألف دولار، وواجه فضيحة أخرى في إيطاليا لعلاقته بامرأة وابنا غير شرعي. وكان أيضا هدفا لبعض الشك على مدى صداقته المزعومة مع عصابة مافيا كامورا.
إنجازات مع التانجو
لعب مارادونا في 4 بطولات كأس العالم، بدأها في مونديال 1982 بإسبانيا، ولكن منتخب الأرجنتين خرج من الدور ربع النهائي على يد نظيره البرازيلي في مباراة تلقى فيها مارادونا طردا بسبب تعمده الخشونة.
وسطع نجم مارادونا في مونديال 1986 بالمكسيك بعدما قاد الأرجنتين للتتويج باللقب العالمي بعد الفوز على ألمانيا الغربية في المباراة النهائية.
وتوج دييجو بجائزة الكرة الذهبية بوصفه أفضل لاعب في البطولة التي سجل فيها هدفين في المباراة التي جمعت منتخب التانجو مع منتخب إنجلترا بنتيجة 2–1 وهما الهدفان اللذان دخلا تاريخ كرة القدم، لسببين الأول كان عن طريق لمسه بيده التي أطلق عليها “يد الله”، في حين أن الهدف الثاني سجّل من مسافة 60 م (66 ياردة) راوغ بها لاعبي منتخب إنجلترا الستة، تم اختير ذلك الهدف هدف القرن العشرين.
لعب مارادونا مع منتخب بلاده في كأس العالم عام 1990 ووصل إلى المباراة النهائية، إلا أن فريقه خسر أمام منتخب ألمانيا الغربية بهدف دون رد.
وفي نهائيات كأس العالم 1994 بالولايات المتحدة لعب مارادونا مباراتين فقط، وسجل هدفا واحدا ضد اليونان، قبل اعادته إلى بلاده بعد ثبوت تعاطيه منشطات الايفيدرين، وتم إقصاء مارادونا من النهائيات وخسرت والأرجنتين في الجولة الثانية.
مسيرية تدريبية ليست على المستوى
ورغم أنه أحد أساطير كرة القدم وأفضل من داعب الكرة بالقدم اليسرى على مر التاريخ، إلا أن مسيرته التدريبية لم تكن بالنجاح الذي حققه عندما كان لاعبا توج بالعديد من الألقاب والبطولات وحصد الكثير من الجوائز.
وظل مارادونا يحلم بتدريب منتخب التانجو، وفي 29 أكتوبر 2008 قرر رئيس الاتحاد الأرجنتينى خوليو غرندونا أن يكون مارادونا مدربا لمنتخب الأرجنتين، وقاد التانجو في مونديال 2010 بجنوب أفريقيا ولكن حلم دييجو تحطم بالخسارة المدوية من المنتخب الألماني برباعية نظيفه أخرجت فريقه من دور الثمانية.
كما قاد مارادونا العديد من الأندية كمدير فني ولكنه لم يحقق أي إنجازات أو ألقاب مع الأندية التي تولى مهمة تدريبها.