اراء

الاتحاد بطل الدوري

في ديربي مُلتهب.. اللقب قبل اللعب!

عامر جمعة
عامر جمعة

تُوج الاتحاد بطلاً لدوري الكرة الليبي العام 2020/2021 الذي اختتم الجمعة الماضية.

اللقب هو السابع عشر للاتحاد “رقم قياسي”، وجاء على حساب الأهلي بطرابلس إثر المباراة الفاصلة التي جمعتهما بملعب طرابلس، وحسمها الفريق الأحمر بركلات الترجيح 6 – 5.

المباراة جاءت ساخنة مُلتهبة في كل شييء داخل الملعب وخارجه، إلا في مستوى الأداء الذي لم يعكس مكانة الفريقين، على الأقل قياساً بما تعوّدنا عليه خلال الديربيات المتعددة الماضية.

الأمر يتعلق بحساسية المباراة، فالأهلي الذي تلقّى هزيمة من الاتحاد في مرحلة الاياب في مجموعتهما، وجد نفسه أمام ضغوط كبيرة من مناصريه الذين يأملون “الثأر” والفوز باللقب، حتى لا يذهب حيث لا يُطيقون.

الاتحاد كان هو الآخر أمام امتحان عسير، فخسارة اللقب هذه المرة يراها مشجعوه أمراً “ممنوعاً”، يتماشى مع أهواء الذين حاولوا استغلال الظروف للتشكيك في قدرات فريقٍ عريق لا يمكن تجاهل مكانته الرائدة في تاريخ الكرة الليبية.

من هُنا فإن المباراة عكست كلّ هذه الأجواء التي لا علاقة لها بالرياضة “هنا وهناك”، والتي ينبغي أن تظل منافساتها في الملعب بعيدة عن الإساءات التي ظلت الشغل الشاغل لقلة من المتعصبين، الذين حادوا عن جادة الصواب.

كانت ظروف اللاعبين النفسية للفريقين في غاية الصعوبة، فانعكس ذلك على الأداء المتسرّع وعدم القدرة على تنفيذ ما خططه المدربان، مع أنّ كل طرف حاول مباغتة الآخر لعلّه يخطف هدفاً ولو من كُرة ثابتة، مع تعدد الأخطاء إلا أن الفريقين اقتنعا مع مرور الوقت أن الحسم لا يكون إلا بركلات الترجيح، ولا شك أنّ كل فريق قد حسب لذلك حساباً وهيّأ لاعبيه لمثل هذه الظروف.

لكن يبدو أنّ ما تم التدريب عليه بقي حيث مكان التدريب، فالأهلي الذي كان الأقرب بتصديات نشنوش مع البداية فقد اللقب لحُسن تصديات “الفرجاني”.

أما الحكم عبدالله الفضيل الذي تورّط في إدارة المباراة وهو حكم “ممتاز”، وجد نفسه في الديربي كالعادة أمام لاعبين خرجوا عن النص واهتموا بالمناوشات بسبب التوتر، بدلاً من التركيز على اللعب، فإنه تغاضى عن إخراج البطاقات اللازمة لبعض المناوشين أثناء الاشتباكات التي انخرط فيها أكثر من لاعب، واستعملها لمن يستحقها أثناء اللعب، على أمل أن يصل بالمباراة إلى نهايتها، وقد شعر أنها مُهددة بالتوقف لسوء تصرفات الإداريين والمُشرفين أكثر مما هو حال اللاعبين، وقد ساعده في ذلك نتيجة المباراة المتعادلة، وفي يقيني أنه تمنى مرغماً أن تنتهي دون إحراز الأهداف، لتُحسم بالركلات، وكان له ما أراد لأن أيّاً من الفريقين لم يُشكّل خطورة كبيرة على منافسه إلّا نادراً، وحتى الفرص المتاحة لم تُستثمر بسبب الرعونة والتوتر.

ولأن الاتحاد ضيّع أول ركلتي ترجيح بعد أن أضاع الأهلي واحدة، فإن المؤشرات مالت له، وهو ما عبّر عنه حارسه “نشنوش” تحفيزاً لزملائه لإكمال المهمة، لكن اللاعبين الذين عوّل عليهم الأهلي لاستغلال هذه الفرصة لم يتمكنوا من مغالطة الفرجاني الذي لم يشارك إلا في التصدي للركلات، بعد أن دخل الملعب قبل النهاية بدقيقة لهذا الغرض.

والشيء اللافت للنظر، هو أن الاتحاد الذي فاز بالركلات وهي التي كانت بدايتها لصالح الأهلي، أن لاعبيه الذين سددوا بعد الركلات الخمس الأولى المنتهية بثلاثة أهداف لمثلها، كانوا أحسن من زملائهم الذي اختيروا لتسديد الركلات في بدايتها، كما هو حال الأهلي مع حسام والترهوني وكان يُعوّل عليهما كثيرا.

ويبدو وكأن لاعبي الأهلي لم يتدربوا على الركلات وهذا مستبعد، وهي التي كانت منتظرة في مباراة فاصلة يكون فيها اللقب أهم من اللعب، وعموماً فاز الاتحاد بالدوري وهو الأجدر هذا الموسم تكاملاً وجماعية وإصراراً، مع توفر الانضباط التكتيكي وهذا لا يُنقص من قيمة الأهلي طرابلس كفريق كبير يظل دائماً من المراهنين على الألقاب، ولا من قيمة الأهلي ب والأخضر، وقد تلاشت حظوظهما في آخر المشوار.

زر الذهاب إلى الأعلى