اراء

البرامج الرياضية المسموعة مسيرة حافلة وتاريخ حافل بالعطاء

صادف يوم الأحد الموافق الثالث عشر من شهر فبراير، اليوم العالمي للإذاعة، وهو يوم يتم فيه الاحتفاء والتعريف بالدور المهم الذي تقدمه هذه الوسيلة المسموعة ومكانتها في المشهد الإعلامي، ورغم التقدم والتطور الإعلامي الكبير فإن الإذاعة المسموعة ما زالت محافظة على مكانتها وجمهورها ووجودها بالساحة الإعلامية، لتؤكد أنها وسيلة الإعلام الأكثر وصولاً للجمهور والأكثر تأثيراً وانتشاراً وتفاعلاً حتى يومنا هذا.

ورغم أن الإذاعة الليبية تأسست العام 1957، فإن البرامج الرياضية بدأت قبل هذا التاريخ بسنوات بمحاولات واجتهادات في ظل ظروف صعبة، ففي سنة 1949 أُنشئت محطة للإذاعة المسموعة وكان مقرها مدينة بنغازي وعُرفت باسم إذاعة الشرق الأدنى وعبر هذه الإذاعة قدّم المرحوم مفتاح الدراجي أول رسالة صوتية إذاعية عن النشاط الرياضي في ليبيا، أذيعت عبر هذه المحطة الإذاعية وأُعد وقُدّم أول برنامج رياضي مسموع سنة 1951.

وفي سنة 1953 قامت إذاعة بنغازي بنقل أول مباراة تذاع على الهواء مباشرة بصوت المرحوم عياد دريزة، وجمعت منتخب بنغازي ومنتخب الجيش البريطاني.

ومع نشأة وانطلاق أول إذاعة وطنية تنطق باسم ليبيا عام 1957، قدّم الراحل عبدالهادي الفيتوري أول برنامج رياضي مسموع تحت عنوان «حديث الرياضة».

وقامت الإذاعة بأول نقل حي ومباشر لمباراة في كرة القدم عام 1958، والتي جمعت منتخب طرابلس وفريق جبهة تحرير الجزائر وذلك بالملعب البلدي بطرابلس.

كما قدّم الراحل أحمد الرويعي برنامج الشباب والرياضة عبر إذاعة بنغازي المسموعة مع مطلع الستينيات، كما قدّم الراحل يونس نجم في منتصف الستينيات برنامج الشباب والرياضة برفقة المخضرم فيصل فخري عبر أثير الإذاعة العامة، كما قدّم صالح دراويل للإذاعة المسموعة برنامج الركن الرياضي.

وفي عام 1967 عاشت الإذاعة الليبية حدثاً مهماً وتجربة فريدة هي الأولى من نوعها في مجال النقل الخارجي المباشر، حيث نقلت الإذاعة على الهواء مباشرة مباراة منتخبنا الوطني مع نظيره المصري من ملعب القاهرة ضمن تصفيات بطولة كأس أمم أفريقيا العام 1967، بصوت المعلق الرياضي الراحل حسن الشغيوي.

كما قدّم عمران العرفي في منتصف الستينات برنامجاً رياضياً مسموعاً بإذاعة بنغازي، وهو أول معلق رياضي متخصص في لعبتي كرة السلة والطائرة.

كما قام المعلق الرياضي الراحل فتحي سويري بالتعليق والنقل المباشر المسموع لأول مباراة دولية رسمية من ملعب 24 ديسمبر البركة ببنغازي عام 1969، بين المنتخب الليبي والإثيوبي في أول ظهور للمنتخب الوطني في تصفيات كأس العالم، كما أسهم في التعليق المسموع على العديد من المباريات المحلية خلال فترة الستينات كلٌ من محمد علي الورفلي والأمين قنيوة.

ثم بدأت البرامج الرياضية في تزايد وتوسع، حيث قدّم برنامج المجلة الرياضية وأخبار الملاعب والساحات لمتابعة أخبار مباريات الدوري الليبي لكرة القدم خلال مواسم السبعينات، من إعداد وتقديم أسرة البرامج الرياضية ببنغازي المكونة من كلٍ من يونس نجم وأحمد الرويعي وفيصل فخري وعثمان زغبية ومحمد بالراس وعلي الماطوني وعياد الزوي.

ثم كانت النقلة الأبرز في مسيرة البرامج الرياضية الإذاعية المسموعة بعد منتصف الثمانينات، حيث خصصت الإذاعة المسموعة لأول مرة مساحة زمنية أسبوعية تجاوزت أربع ساعات مساء كل يوم جمعة، عبر برنامج الأسبوع الرياضي الذي يُشرف عليه الزميل محمد بن تاهية الذي كان يوماً للرياضة بامتياز، وحقق هذا البرنامج المباشر الذي تواصل لسنوات طويلة شبكة واسعة من المراسلين من مختلف أنحاء ليبيا وأتاح الفرصة للكثير من المعلقين الرياضيين.

كما قُدّمت لأول مرة في الخامس عشر من شهر نوفمبر العام 1987 فقرة رياضية صباحية يومية مباشرة، وهي فقرة إخبارية قدّمها الزميل محمد بالراس واستمرت لسنوات طويلة ولاقت نجاحاً كبيراً عبر برنامج الصباح المنوع، وكانت المصدر الوحيد للخبر والمعلومة الدقيقة وقتها ونالت من الشهرة ما لم ينله أي برنامج رياضي آخر.

وتوسعت البرامج الرياضية في منتصف التسعينات، حين تم إنشاء الإذاعات المحلية المسموعة في كل مدن ليبيا، حيث ازداد عدد الممارسين للعمل الإذاعي والإعلامي ونجحت هذه الإذاعات في إتاحة الفرصة أمام عشرات من الأصوات الإذاعية والمعلقين الرياضيين، إلى جانب الانتشار الواسع خلال السنوات الأخيرة للإذاعات المسموعة الخاصة التي أفردت مساحات كبيرة للبرامج والمواعيد الرياضية، برزت خلالها العدد من الأصوات الرياضية الإذاعية الشابة.

زر الذهاب إلى الأعلى