الذاهبون إلى قطر.. العمالقة والمتعملقين وأحلام الليبيين؛
أنا على يقين أن مستوانا الكروي فنياً وتنظيمياً وتاريخياً لا يُؤهلنا لأن نكون ضمن نخبة المنتخبات الممثلة لقارتنا في نهائيات كأس العالم لكرة القدم 2022 بقطر، ولا أظنُ أن هذا الحلم سيتحقق في وقت قريب، ولأنه حلم فالأحلام دائماً تظل منتظِرة، ومن حق الجميع أن يحلم مع أن الأحلام لا تتحقق بالأماني، والطموحات دون أن تُدعم بالإمكانيات والاستعدادات.
مع ذلك فإن تواجد منتخبنا في التصفيات يجعلنا نحن محبي اللعبة وعشاقها ومتابعيها، ولأننا جزء مهم من منظومتها كإعلاميين، نتطلع لتحقيق شيء مُعيّن.
فالمشاركة في التصفيات مُكلفة مادياً ونحن نعرف أن المحصلة لن تكون أحسن من سابقاتها، فالقوة الكروية الكبرى في أفريقيا معروفة، ولا أحد يستطيع أن يتجاهل قوة وتاريخ ونتائج وبطولات منتخبات الكاميرون ونيجيريا وغانا والسنغال وساحل العاج والجزائر وتونس ومصر، ومنتخب المغرب في (نهائيات كأس العالم فقط)، وليس في بطولات أفريقيا، ثم ظهور قوة جديدة برزت على الساحة خلال السنوات الأخيرة ونحن لسنا منها، مثل التوغو وأنغولا وقد وصلا إلى النهائيات في وجود المنتخبات الكبيرة التي أشرنا إليها، كما لا ننسى أن منتخب الكونغو حظي بشرف تمثيل القارة قبل كثير من المنتخبات العملاقة، وهو الآن له نفس الطموحات رغم أن الكونغو أصبحت دولتين!
هناك منتخبات أخرى بدأت تُكشّر عن أنيابها مثل زامبيا وزيمبابوي وبوركينا والغابون، وقد حدث تطور كبير على الكرة في القارة التي لن يُمثلها في قَطر سوى خمسة منتخبات من هذا الكم الهائل من العمالقة والمتعملقين الجدد، ونحن كذلك لسنا منهم.
نحن وبكل صراحة علينا أن نعترف بأننا تخلّفنا عن الرَكب على مستوى المنتخب والأندية، ولن نجد صعوبة في مواجهة المنتخبات الكبيرة التي سبق أن تأهلت لكأس العالم، بل إننا قد نعجز مستقبلاً في مواجهة الرأس الأخضر وغينيا وموزمبيق وجزر القمر وموريتانيا، دون أن ننسى منتخبات تشاد وأثيوبيا والنيجر وبتسوانا التي لم تعُد سهلة.
هذا لا يعني أن المفاجآت ليست واردة، ورغم أن الذاهبين إلى قطر خمسة منتخبات، إلا أن التصفيات تشهد مشاركة العشرات من الدول، وأن جلها من أجل اكتساب الخبرة والتطلع إلى المستقبل.
ولأننا لدينا المواهب كما حال كل الدول واستقدمنا مدرباً أجنبياً، فإنه علينا أن ندافع عن حظوظنا خاصة أن مجموعتنا خلت من المنتخبات التي تُشكل (عقدة) مُزمنة أمامنا، مثل الكاميرون وساحل العاج ونيجيريا وغانا والكونغو والسنغال والجزائر والمغرب، وبشيء من الحظ أن نستطيع اجتياز أنغولا والغابون لأنهما منتخبان لا يستقران على حال، وليس لهما مستوى ثابت، أما مصر فإنها أحسن نجوماً واستعداداً وتاريخاً منّا، وهي سيدة كرة القدم في القارة، لكن لقاءاتنا معها لم تكن دائماً سهلة بالنسبة لها وبإمكاننا تحقيق المفاجأة خاصة وهي حالياً ليست في أحسن حال منذ عهدة (حسن شحاته).
ولأن التأهل لن يتحقق بمجرد الحصول على المركز الأول في المجموعة وكل المجموعات، فإن مواجهة أي منتخب بعد ذلك في مباراتين حاسمتين تخضع لكل الاحتمالات، وحينها موعد المفاجآت، وإذا وصلنا إلى هذه المرحلة سيكون لكل حادث حديث!!