الراحل سليمان الضراط الرياضي والكشفي الذي أطلق اسمه على أكبر مجمع رياضي بالمدينة الرياضية ببنغازي
هو أحد الشخصيات الرياضية والكشفية التي قدمت الكثير وضرب مثلاً رائعًا في التضحية من أجل الآخرين والوفاء للمجال الرياضي والشبابي والكشفي الذي منحه جلّ وقته وجهده وشبابه حتى رحل مبكرًا وهو في مهمة انسانية لإنقاذ حياة الآخرين ولعل الكثير لا يعرف السيرة الرياضية لهذا الفقيد الراحل الذى حمل اسمه وأطلق على أكبر وأضخم مجمع للألعاب الرياضية بالمدينة الرياضية ببنغازي المكان الذي كان يتواجد ويقضي فيه جلّ وقته باعتباره كان أحد قيادات الاتحادين الفرعي ببنغازي لكرة السلة والطائرة .
ولد المرحوم -سليمان محمد مصطفى الضراط بمدينة بنغازي عام 1938 وحصل على إجازة التدريس سنة 1958 وانتسب إلى الحركة الكشفية عام 1956 وأول مهمة كشفيه وأول مشاركة له في المخيمات العربية كانت بالمخيم الكشفي العربي الثاني ثم توالت مشاركاته في بقية المخيمات العربية، أمّا بالنسبة للمشاركات العالمية فقد شارك في مخيمات الصداقة والطلائع والأعياد الكشفية العالمية، كان الفقيد الراحل أسرع المتطوعين للمساهمة في إنقاذ ضحايا زلزال المرج عام 1963 فنال بذلك وسام المرج الذهبي من الدرجة الأولى، تولى مهمة السكرتير التنفيذي بمفوضية كشاف بنغازي عام 1963 ونال وسام الشارة الخشبية عام 1965 توفرت فيه كل مقومات الكشاف المميز فكان أول الموفدين إلى الجزائر بعد الاستقلال مباشرة في البعثة الكشفية العربية وكان من أبرز قادتها، واختير قائمًا بأعمال مفوض بنغازي بالوكالة عام 1965 وانتدب مدرسًا ومحاضرًا لدراسة الشارة الخشبية لحلقة الأشبال للدول العربية المقامة بغابة جودايم، وكان أول من ساهم في الأعمال الخيرية وجمع التبرعات لمتضرري الحرب في العدوان عام 1967، وكان للمرحوم سليمان الضراط نشاطات أخرى إلى جانب الحركة الكشفية حيث كان عضوًا بارزًا بنادي التحدي في لعبتيْ كرة السلة والكرة الطائرة وتولي رئاسة الاتحاد الفرعي للكرة الطائرة ببنغازي وبرز في عضوية اتحاد كرة السلة ثم اختير عضوا بالاتحاد الليبي لكرة السلة ورئيس للاتحاد الفرعي للرياضة ببنغازي، وحصل الراحل على الشارة الدولية في تحكيم الكرة الطائرة عام 1971، وشهد المخيم الكشفي التدريبي بغابة الشهيد ميلاد بالعيد بالبيضاء آخر ظهور له حيث كان قائد المخيم الذي أقيم في أغسطس عام 1973 أي قبل وفاته بشهرين فقط حيث توفي وهو في ريعان شبابه عن عمر يناهز 35 عامًا حين كان يؤدى واجبه بإطفاء حريق شب في أحد المنازل بشارع اقزير ببنغازي يوم الخميس التاسع من شهر رمضان المبارك الموافق التاسع عشر من شهر أكتوبر عام 1973 وبذل جهدًا كبيرًا من أجل إنقاذ غيره حيث ضرب مثلاً رائعًا في التضحية بالنفس في سبيل الآخرين وإنكار الذات.