الرياضة.. حضارة
هكذا هي مسيرة الحياة لا تتوقف، وعقارب الزمن تتحرك إلى الأمام وليس إلى الخلف، فمن يجتهد ويكافح في هذه الحياة ويبذل العرق والجهد سينال التفوق والتألق، ومن يتكاسل فسيجد أن الزمن قد فاته وقد تأخر عن الركب!
ورياضتنا الليبية بعمومها بحاجة لهزة عنيفة توقظها من سباتها وتُذكّرها بأن العالم يتقدم بسرعة مذهلة، فأولمبياد طوكيو على الأبواب وتصفيات كأس العالم وأحداث أخرى مماثلة في الانتظار!!
أما نحن فما زلنا حتى اللحظة نُفكر في البنية التحتية للرياضة، وكيف ننشئ الملاعب وكيف نقوم بصيانتها، وما زلنا نفتقر إلى بناء منتخبات قوية في شتى الألعاب الفردية والجماعية لكي نجابه الآخرين الذين لا يؤمنون إلا بالنجاح والتفوق، فمرحلة البناء تجاوزوها وصاروا الآن يصارعون الزمن لأجل بلوغ المراتب الأولى وحصد القلائد والكؤوس، وكم عددها كي يحطموها ومن هي الدول التي تنافسهم ومن هم أبرز لاعبيها وأين يستعدون ومن يتولى تدريبهم وكيف يمكن التفوق عليهم!
كل شيء عندهم محسوب بالأرقام والتواريخ وعقارب الزمن.
أولمبياد طوكيو وغيره من الأحداث يستعدون لها منذ سنوات مضت، وحتى لا يتركوا أي شيء للصدفة أو الحظ فأمور اليابانيين تمام التمام، ولو قيل لهم افتتحوا الأولمبياد غداً لقالوا نعم بصرف النظر عن الفيروس الكوروني!!
علينا أن نسابق الزمن ونعرف مكاننا الطبيعي في خارطة العالم الرياضي، وماذا نريد من الرياضة أصلاً.
كيف نعد أنفسنا إعداداً متكاملاً يوصلنا إلى نقطة الهدف ولا يبعدنا عنها، أن لارنترك أمورنا للحظ ولقادم الأيام، ونقول الوقت لا يزال مبكرا وأمامنا الكثير!
علينا وضع خطة دقيقة ومنظمة لا تخضع لأسلوب التأجيل والتسويف أو العمل بمبدأ كل يوم ويومه، بل يجب أن يشمل السنة الحالية والسنوات القادمة محدداً بالأرقام والتواريخ والإحصائيات الدقيقة، بعيداً عن العشوائية التي لن تفيدنا في شيء وقد أفسدت علينا كثيراً من برامجنا الرياضية وأثرت على مستقبلنا الرياضي.
فالرياضة أصبحت علم يُدرّس في أرقى الجامعات العالمية وتوضع لها الميزانيات والخطط البعيدة والطويلة الأمد، ومن هنا ليتنا نُفكر بعقلية فيها الكثير من الواقعية والتعامل مع الرياضة على أنها جزء من التقدم الحضاري لأي بلد، مثلها مثل باقي المجالات الأخرى، وشبابنا الليبيون طموحون لبلوغ المراتب العليا واعتلاء منصات التتويج، متى كان الاهتمام بهم كبيراً ومتزايداً ورياضتهم في تقدم وازدهار متعاظم.