الضحية وكبش الفداء؟!!
المدرب اسم يتشكل من ستة حروف يحمل الصفات والمزايا مالا يحملها غيره، يجمع ما بين الفرح والحزن واليأس والأمل والقوة والضعف والنجاح والفشل.
إذا ما فاز الفريق الذي يدربه؛ تزغرد له الدنيا وتبتهج فرحاً وطرباً ويصبح بين عشية وضحاها ذا جاه وحظوة، باسمه تلهج الألسن وبنجاحاته تبارك وتمجد.
وإن لحق به الفشل مع من يدربه؛ تسوّد الدنيا في وجهه، فلا يدري أي مصير ينتظره، هل سيبقى في منصبه أم سيجد قارعة الطريق تستقبله؟!
حينما تحل به الكارثة لن يجد من يواسيه، ويشد من أزره، ويخفف عنه وطأة ألمه، ويطيّب خاطره، بل الجميع يشاركون في نهش لحمه فقد صار كبش الفداء، والضحية التي عليها أن تدفع الثمن، وقد حان وقت القصاص منه.!
تاريخه وأمجاده وألقابه لن تشفع له لحظة الحسم وساعة الصفر، وحينما ينحدر الإنصاف عند من لا يحسنون وضع الأمور في نصابها السليم؛ يتهاوى كل شيء، ويصبح المدرب في مهب الريح، وما أكثر حدوث ذلك في عالم الكرة وغرائبها!!
المدرب أيًا كان، شحنة من الأعصاب، وكتلة من القلق، ومن الصعب مفارقة هذين العنصرين له، بل إنهما يلازمانه أينما ذهب وحيثما حل، فصراع الفرق والأندية على الفوز بالكؤوس لا يتوقف ولا ينتهي، ويظل الشغل الشاغل والهاجس الذي يقلق راحة المدرب، ويدفعه لبذل أقصى طاقات جهده، حتى يرضي غرور من يطلبون منه فعل المستحيل، وإن لم يستطع ذلك؛ فما عليه إلا بالرحيل وحزم حقائبه إلى غير عودة!!
إنه المدرب المسكين الذي لا يطيب له المقام في هذا الفريق أو ذاك النادي حتى تطاله أسهم النقد، وترمقه عين الكراهية وعدم الرضا، لا لشيء إلا لأن من يتولى تدريبه قد تعثر وانكسر في أول مباراة يدربه فيها، وإن لم يكن ذاك المدرب غير مسؤول عنها؛ فلابد وأن يتحمل النصيب الأكبر من تبعاتها وتداعياتها.
إنه مجال التدريب يا سادة، لا رق فيه بين جميع الفرق وإن اختلفت فيه الغايات والمضامين، ولكن يبقى الأسلوب واحداً، والطريقة التي يُقصى بها المدرب أيضاً واحدة، وقد تكون أكثر من ذلك.!