الملاعب.. أزمة تهدد مستقبل الكرة الليبية
بتأخر الانتهاء من أعمال الصيانة لملعب طرابلس الدولي بالمدينة الرياضية بطرابلس والإهمال بملعب المدينة الرياضية ببنغازي المتوقف منذ سنوات؛ تفاقمت أزمة الملاعب الصالحة والمؤهلة لاستقبال مباريات الدوري الليبي الممتاز لكرة القدم التي أصبحت تقام على ملاعب مختلفة ومتفاوتة من حيث الصلاحية حيث تخوض فرق المجموعة الأولى مبارياتها على ملاعب معشبة بالعشب الصناعي.
بينما تقام مباريات فرق المجموعة الثانية على ملاعب يغطيها العشب الطبيعي المتهالك والمستهلك والذي لا يتماشى مع طبيعتنا فهي ملاعب في حاجة إلى رعاية وعناية مستمرة ولعدد محدود من المباريات الاسبوعية ولا تحتمل كل هذا الكم والزخم الكبير من المباريات.
وكانت الفرق أكبر المتضررين جراء خوضها لمبارياتها على هذه الملاعب، فالفرق أنفقت أموالاً كبيرة للتعاقد مع اللاعبين والمدربين وأصبحت تعاني جراء تعدد الإصابات التي طالت اللاعبين وسوء التعامل مع هذه الملاعب التي تتساوى فيها حظوظ كل الفرق بغض النظر عن إمكانيات وجاهزية كل فريق.
وأعتقد أن الحاجة باتت ملحة لإعادة النظر في الملاعب وإعادة تأهيلها من جديدة لتساهم في إنجاح المسابقات الكروية المحلية والارتقاء بالمستوى الفني.
ولعل القرار الذي اتخذه المكتب التنفيذي للاتحاد الليبي لكرة القدم بإقامة الدور السداسي لمرحلة التتويج باللقب خارج ملاعبنا ما هو إلا رسالة مستفزة لكل الغيورين الذين ارتفعت أصواتهم ومناشداتهم من أجل تكاتف كل الجهود للعمل بصورة عاجلة لوضع حل لحالة الملاعب المؤهلة التي أصبحت تفتقدها بلادنا وتحريك المياه الراكدة من أجل إنقاذ مستقبل الكرة الليبية التي أصبحت أزمة الملاعب من أكبر الأزمات التي تهددها.
وحتى عندما تم رفع الحظر عن ملاعبنا مؤخرًا بالكاد نجحنا في توفير ملعب وحيد مؤهل لاستقبال فرقنا ومنتخباتنا بعد إجراء إصلاحات عاجلة عليه لتتماشى مع المواصفات والمعايير الدولية.
فم الذي ستحمله المرحلة المقبلة في ملف البنية التحتية الرياضية التي تعاني منها الكرة الليبية منذ سنوات، هل ستبقى الأمور على حالها؟ أم يترجم حراك أزمة الملاعب إلى خطة عمل وخطوة عاجلة من خطوات خارطة طريق إنقاذ مستقبل الكرة الليبية؟.