الموثق “علي جرناز” يسرد تفاصيل سيرة ثعلب الملاعب الليبية
لازالت أصداء وفاة أحمد الأحول، لاعب الاتحاد والمنتخب الوطني السابق تشغل الوسط الرياضي الكروي، خاصة أن فقيد كرة القدم الليبية أحد أبرز اللاعبين الذين أثروا إيجابا بمسيرة اللعبة، حيث شكل المثل للشباب بفضل المهارة التي تمتع بها وخلقه الرفيع.
وفى هذا الصدد سرد الموثق” على جرناز” ، عبر صفحته الرسمية على موقع “فيسبوك”، تفاصيل سيرة ثعلب الملاعب الليبية، في السطور التالية :
ودعت الأسرة الرياضية عامة وكرة القدم خاصة يوم الأمس أحد أعلام كرة القدم الليبية، اللاعب الراحل أحمد الأحول، الذي وري جثمانه الطاهر الثرى بمقبرة الصحابي الجليل سيدي منيذر اليماني، بعد معاناة مع المرض استمرت لسنوات طويلة، وشاء القدر أن يلحق بأخيه رجب بعد مرور سنة كاملة، أحمد الأحول أحد مواهب الكرة الليبية، التي عرفت فيهم الموهبة الفطرية، ونال إعجاب كل من شاهده وهو يصول ويجول في ملاعب الكرة، رحمه الله وغفر له وجعل مثواه الجنة.
من باب الوفاء لجيل أعطى للرياضة الليبية، أقدم هذه الأسطر التي تتناول سيرته الذاتية، لجيل ربما سمع عنه فقط، ولم يعرف من هو أحمد عمر الأحول.
هو لاعب بارع.. ممتع .. تراه يصول ويجول في الملعب، يشعل الجهة اليمنى من الملعب بفنياته الرائعة، يمتع المشاهدين بفنه الراقي، يلسع كالنحلة، ويلدغ كالأفعى، يصنع اللعب ويسجل الهدف، ويقود الفريق.
ولد أحمد عمر الأحول بتاريخ 15 مايو 1936 في مدينة غريان ، وفي حي أبومشماشة بمدينة طرابلس كان أحمد الأحول طفلاً كأترابه يلهو ويلعب مع أطفال الشارع ، وكانت كرة القدم تأخذ كل وقتهم ، وعندما كان طالباً بمدرسة شارع الزاوية الابتدائية ، بدأ أحمد الأحول في إظهار موهبته الكروية ، مما أثار انتباه أستاذه الراحل الشيخ الصادق قداره لاعب فريق الظهرة وقتها والذي كان مدرساً لمادة التربية البدنية ، فأولاه المزيد من الاهتمام .
عرض عليه فريق الأهلي القاهري الاحتراف في صفوفه سنة 1963 بصفة رسمية ، وقدم الأهلي عرضاً جدياً من مدير النادي وقتها أمين شعير لضمه ، غير أن نادي الاتحاد أراد أن لا يفرط في هذه الجوهرة ، فضاعت الفرصة ، وفي هذه الأسطر القليلة نحاول تسليط الضوء على المسيرة الرياضية للاعب الكبير أحمد الأحول رحمه الله .
من ابومشماشة كانت البداية
خلال صيف سنة 1954 تمكن شباب محلة أبومشماشة من تشكيل فريق لكرة القدم ، والذي أصبح نادياً رياضياً بعد فترة وجيزة ، وعرف هذه النادي باسم الحي الذي تأسس فيه ، وشارك هذا الفريق في بطولة الدرجة الثانية لموسم 54 / 1955 ولعب الفريق أولى مبارياته في البطولة بتاريخ 29 أكتوبر 1954 وكانت ضد فريق المدينة وانتهت نتيجتها بالتعادل بهدف لكل فريق ، واستطاع المدرب عثمان بيزان أن يهذب طريقة لعبه ويمده بالنصائح التي تجعل منه لاعباً مرموقاً ونجح بيزان في صقل موهبته ، وبعد موسمين مع فريق ابومشماشة ( المشعل فيما بعد ) انتقل الأحول لفريق بلخير موسم 56 / 1957 وشارك معه في بطولة الدرجة الثانية.
مع الأهلي بداية مشوار الكبار
وبعد موسم واحد فقط في بطولة الدرجة الثانية استطاع فريق الأهلي الطرابلسي أن يقنعه بالانتقال إليه موسم 57 / 1958 ، وبدأ الأحول لاعباً بالفريق الثاني لنادي الأهلي والمسمى فريق الطليعة المشارك في بطولة الدرجة الأولى ، ولعب مباراته الأولى يوم الجمعة 8 نوفمبر 1957 وكانت ضد فريق المدينة وتمكن فريق الطليعة من كسب هذه المباراة بهدفين سجلهما أحمد الأحول فيما ذلل الفارق لفريق المدينة ميلود عريبي ، غير أن هذه البطولة لم يكتب لها النجاح فتوقفت ، ثم ضمه حسن الأمير لفريق الأهلي الأول ليشارك معه في مسابقة كأس والي طرابلس ولعب معه مباراته الأولى ضد فريق الأهلي المصراتي ( السويحلي ) بتاريخ 9 فبراير 1958 ويومها فاز الأهلي بنتيجة 5 – 0 وتمكن أحمد الأحول من تسجيل هدفين في هذه المباراة التي جرت بالملعب البلدي . وفي موسم 58 / 1959 شارك رسمياً مع الفريق الأول لنادي الأهلي وكان اللقاء الأول في البطولة ضد فريق الاتحاد والذي جرى بتاريخ 12 ديسمبر 1958 وتمكن فريق الاتحاد من الظفر بنتيجة المباراة بهدفين لهدف ، وأستطاع الأحول أن يترك بصمته في سجل الكبار عندما تمكن من تسجيل هدف فريقه من ضربة رأسية في مرمى الحارس الكبير عبدالسلام كريم في الدقيقة 77 من المباراة . وتمكن في ذلك الموسم من تسجيل 8 أهداف لفريقه .
مع الاتحاد الشهرة والمجد
أثناء فترة صيف سنة 1960 استطاع الأستاذ علي الزنتوتي من إقناع الأحول بالالتحاق بصفوف فريقه الاتحاد بعد أن عشق الزنتوتي موهبة الأحول التي بدأت تتداول على كل الألسنة ، وحيث الشهرة والبطولات وجد الأحول نفسه وسط عمالقة الاتحاد عبدالسلام كريم ومحمد الهوني وبدرالدين المحجوب ومحمود قشاش وونيس حبيب الله ومحمد الخمسي ومحمود بزيو وغيرهم ، واختار الزنتوتي أحمد الأحول لخوض مباراته الأولى مع فريقه الجديد الاتحاد وكانت مباراة ودية استضاف فيها فريق دارنس القادم من مدينة درنة الزاهرة وأقيمت المباراة يوم الأحد 25 سبتمبر 1960 وتمكن فريق الاتحاد من الفوز على فريق دارنس بنتيجة 4 – 1 وكالعادة استطاع الأحول ترك بصمته وتمكن من تسجيل هدفين . سجل الأحول مع الاتحاد العديد من الانجازات حيث تمكن من الظفر بلقب البطولة ثلاثة مرات مواسم 64 / 1965 و65 / 1966 و68 / 1969 ، وبطولة ولاية طرابلس موسم 61 / 1962 ، وبطولة المحافظات الغربية مواسم 62 / 1963 و64 / 1965 و65 / 1966 و66 / 1967 و67 / 1968 ، ومسابقة كأس والي طرابلس سنة 1962 . وأستطاع تسجيل وفرة من الأهداف ، منها تسجيله 5 أهداف في مرمى فريق باب البحر وفاز الاتحاد بنتيجة 7 – 0 في المباراة التي أقيمت بتاريخ 14 ديسمبر 1962 ، وسجل أيضاً 4 أهداف في مرمى فريق باب البحر كذلك وفاز الاتحاد بنتيجة 6 – 1 بتاريخ 19 ابريل 1963 ، وتمكن من الحصول على لقب هداف بطولة المحافظات الغربية موسم 62 / 1963 برصيد 12 هدفاً سجلها في 10 مباريات ، واستمر الأحول يصول ويجول في الملاعب لمدة 22 عاماً قضى منها 16 عاماً مع فريق الاتحاد ، وكان أكبر لاعب يشارك في مسابقة الدوري موسم 75 / 1976 عندما خاض مباراته الأخيرة ضد فريق المدينة بتاريخ 27 مارس 1976 وكان عمره يومها 39 عاماً و8 أشهر و12 يوماً .
الرحلة مع المنتخب الوطني
قبل أن يتم اختياره لعضوية المنتخب الوطني فقد شارك مع منتخب طرابلس في البطولة المغاربية التي احتضنتها تونس سنة 1958 ، ولعب مباراته الأولى ضد منتخب المغرب الذي فاز بنتيجة 2 – 1 بتاريخ 11 مايو 1958 ، ثم لعب أيضاً مع منتخب طرابلس ضد فريق كاتانيا الإيطالي بتاريخ 5 يونيو 1959 ، ولعب كذلك عدة مباريات ضد فريق جبهة تحرير الجزائر ، بالإضافة لمشاركته مع منتخب طرابلس في دورة معرض طرابلس الدولي الأولى سنة 1962 . أما بالنسبة لمشواره مع المنتخب الوطني فكانت الرحلة قد بدأت سنة 1961 عندما اختاره المدرب الانجليزي جيمس بنغهام لعضوية المنتخب المشارك في منافسات الدورة الرياضية العربية الثالثة التي جرت في المغرب ، وخاض الأحول مباراته الدولية الأولى يوم الأحد 27 أغسطس 1961 وكانت ضد المنتخب اللبناني وفيها حقق منتخبنا الوطني الفوز بنتيجة 3 – 2 وكان نصيب الأحول هدف وجرت هذه المباراة بملعب الدار البيضاء ، وتحصل مع المنتخب على الميدالية البرونزية. وشارك بعد ذلك في دورة معرض طرابلس الدولي الثالثة سنة 1964 ، ثم ضمه المدرب اليوغسلافي فوجين بوزفيتش لعضوية المنتخب المشارك في مسابقة كأس العرب الثانية التي جرت في الكويت سنة 1964 وسجل في هذه المسابقة هدف واحد فقط وكان في مرمى منتخب الأردن ، ونال مع المنتخب الوطني كأس الترتيب الثاني بعد المنتخب العراقي ، ومع المدرب بوزفيتش أيضاً شارك في دورة معرض طرابلس الدولي سنة 1965 ، وفي ذات العام كانت المشاركة الثانية للأحول في منافسات الدورة الرياضية العربية الرابعة التي استضافتها مدينة القاهرة وسجل الأحول هدفين في مرمى منتخب سلطنة عمان وهدف في مرمى منتخب سوريا وهدف في مرمى منتخب محافظة لحج اليمانية ، لكنه فقد أعصابه خلال المباراة التي جرت بين منتخبنا ونظيره المصري فتعرض للطرد من الملعب على يد الحكم الأردني ممدوح خورما . وبعد ذلك شارك للمرة الثانية في مسابقة كأس العرب الثالثة التي جرت في بغداد سنة 1966 وتحصل فيها منتخبنا على الترتيب الثاني ، وسجل الأحول 3 أهداف في مرمى منتخب محافظة لحج وهدف واحد في مرمى المنتخب اللبناني . وكانت أخر مبارياته الدولية ضد المنتخب التونسي التي جرت بملعب 11 يونيو (سابقا) بطرابلس يوم الأحد 3 سبتمبر 1970 وانتهت نتيجتها بفوز منتخبنا الوطني 3 – 2 وختم الأحول رحلته مع المنتخب بتسجيله الهدف الأول في المباراة والأخير له مع الفريق الوطني .
الأحول مدرباً
امتهن الأحول التدريب منذ أن كان لاعباً مرموقاً ، فتولى تدريب فريقه الأول المشعل وكان مشرفاً على الفريق الأول وفريق الأشبال حتى تم دمج نادي المشعل في نادي الوحدة سنة 1970 ، ثم قام بتدريب فرق الجزيرة بزوارة واتحاد غريان وفريق شركة البريقة للنفط خلال الفترة 1986 – 1992 ، وأيضاً تولى تدريب منتخب شركات النفط الوطنية في بداية تسعينيات القرن العشرين .