اراء

النجاح والإخفاق في الاتحادات الرياضية

خليفة بن صريتي‎‎بعض اتحاداتنا الرياضية العامة حققت العديد من النتائج الإيجابية ونجحت في تنظيم مسابقاتها الرياضية بشكل جيد، وعلى رأسها يأتي الاتحاد العام لكرة اليد الذي حقق العديد من النجاحات ولعل أهمها إقامة دوري على مستوى ليبيا بين عشرة فرق وأصبحت مبارياته تتسم بالإثارة والتشويق وارتفع فيها المستوى الفني نظرًا لتقارب مستوى الفرق المشاركة فيه وكذلك الاتحاد العام لكرة السلة الذي أثمرت جهوده في تحقيق النتائج الإيجابية في البطولة العربية الأخيرة بالإمارات ومازالت مباريات الدوري الحالي مستمرة بنجاح وأيضًا الاتحاد العام لكرة الطائرة الذي ينظم بطولتي الدوري والكأس حاليًا على مستوى ليبيا بشكل مميز وتحكيم متطور ومشاركات عربية وأفريقية متقدمة، إلى جانب الاتحادات العامة لبعض الألعاب الفردية الأخرى التي حققت نجاحات كبيرة في المشاركات الخارجية وحصدت العديد من الميداليات الذهبية.

الكل يسعى لتقديم الأفضل في مجال لعبته إلا الاتحاد العام لكرة القدم الذي لم يوفق في أي خطوة تساهم إيجابيًا في تطور كرة القدم وظل من إخفاق إلى آخر حتى تولدت قناعة لدى الكثيرون على أن هذا الاتحاد العام بتركيبته الحالية غير قادر على تقديم ما يفيد اللعبة والفريق الوطني.

ورغم معرفتي بالجهود التي يبذلها رئيس الاتحاد العام من أجل اللعبة والفريق الوطني لكن دون جدوى؛ لأن أجنحته التي يفترض أن يطير بها ضعيفة والسبب يعرفه جيدًا لأن رغبته في رئاسة الاتحاد العام؛ جعلته يقبل بما تقدمه له الأندية من أعضاء حرصًا على أصواتها في الانتخابات، أن العمل في المراكز القيادية الرياضية كالاتحادات العامة يحتاج إلى مؤهلات وتجربة ومقومات يملكها العضو وهي ربما أحد الأسباب لما يحدث من إخفاقات لهذا الاتحاد إلي جانب الأمور الأخرى التي قد تكون إما بوجود عضو مشؤوم لا يتحقق بوجوده أي نجاح رغم حرمة التطير في الدين أو أن نوايا البعض غير سليمة منذ الترشح للاتحاد العام ولم تكن لوجه الله وخدمة الكرة والفريق الوطني أو أنها استجابة لدعوات بعض المتضررين من الانتخابات الماضية.

وآمل أن يحاول الاتحاد العام إيجاد نفسه في استكمال الدوري والسداسي وتحقيق نتائج إيجابية للفريق الوطني والتوفيق في إيجاد مدرب كفوء و تشكيل لجان فنية مؤهلة وصاحبة تجربة وتضم دماء جديدة في مختلف اللجان التابعة له وإعطائها الفرصة لتعمل من خلال صلاحياتها فقد تعوض فعلاً النقص الذي يعانيه الاتحاد العام بداخله وليس عيبًا الاستعانة بالآخرين كي يساعدوك على الخروج من تكرار الإخفاق وسخط الأطراف الكروية الأخرى عليك.

عمومً، أتمنى التوفيق لكل الاتحادات الرياضية التي تعمل من أجل نهضة رياضة الوطن, التي تجاهلتها الدولة عدة عقود طويلة وساهمت في تخلفها عن بقية الدول الأخرى وبارك الله في كل من يشارك في إنقاذ ما يمكن إنقاذه وعودة رياضتنا إلى وضعها الطبيعي.

أخيرًا.. إن الهدف من هذه الكلمات هو مجرد محاولة للمساهمة في إيجاد الحلول لبعض مشاكلنا الرياضية المزمنة وليس التقليل من قيمة أحد أو التشكيك في ذمته، وإننا نحترم كل جهد تطوعي يبذل من أجل الرياضة التي تعتبر متنفسًا للمجتمع، وتساهم في بناء جيل المستقبل بدنيًا وتربويًا.

زر الذهاب إلى الأعلى