الوسط الرياضي ينعي الدولي محمد لاغا
استيقظت الأسرة الرياضية في ليبيا، اليوم السبت، على فاجعة وفاة حارس مرمى فريق “الاتحاد”، ومنتخبنا الوطني السابق، محمد لاغا، بعد صراع مع المرض؛ ليغادر دنيانا الفانية، بعد مسيرة رياضية طويلة، كان، خلالها، مثالاً للعطاء والوفاء داخل الملاعب وخارجها.
ويعدّ “لاغا” أحد أبرز حراس المرمى في تاريخ كرة القدم الليبية، وأحد أساطير ورموز النادي العريق، وأحد علاماته البارزة والفارقة، ومن أشهر من دافعوا عن عرين “الاتحاد” والمنتخب الوطني، طوال فترة ومواسم السبعينات، أيام كانت حراسة المرمى الليبية تعجّ وتزخر بـ”أسود الشباك”، و تعدّ من الفترات الذهبية والزاهية في تاريخ حراسة المرمى.
تتويج محلية ودولية
ولقد استمر تألق الفقيد الراحل في الملاعب حتى منتصف الثمانينات، حين ساهم في قيادة فريقه “الاتحاد” الى منصات التتويج وتتويجه بلقب بطولة الدوري الليبي، وكان قائدًا للفريق وساهم بخبرته وشخصيته القيادية في قيادة ذلك الجيل إلى التتويج المستحق بعد غياب طويل، كما ساهم في قيادة منتخبنا الوطني لإحراز الميدالية الذهبية بالدورة الإسلامية بمدينة أزمير بتركيا عام 1980 لأول مرة في تاريخه بدون خسارة ، وأحرز في هذه البطولة هدف الفوز الثاني لمنتخبنا الوطني في شباك مستضيف البطولة، منتخب تركيا من ركلة جزاء.
الحارس الهدّاف
تميز “لاغا” بإجادته إحراز وتسجيل الأهداف من خلال براعته في تنفيذ ركلات الجزاء حيث أحرز ركلتي جزاء حاسمتيْن لمنتخبنا الوطني، الأولى في شباك المنتخب الجزائري، ضمن تصفيات كأس أمم أفريقيا عام 1979، وأسفرت المباراة عن فوز منتخبنا الوطني بهدف “لاغا”، والركلة الثانية كانت في شباك مستضيف الدورة الإسلامية عام 1980 المنتخب التركي حيث أحرز هدف الفوز الثاني، ليقود منتخبنا لانتصار مهم بهدفين لهدف على حساب منتخب تركيا.
أسد الشباك
بدأت مسيرة الدولي العملاق، محمد لاغا، الملقّب بـ”أسد الشباك” وحامي عرين “الاتحاد”، مع فريق الأشبال مطلع السبعينات، وتدرج سريعًا بمختلف الفئات السنيّة بالنادي وفي الموسم الرياضي 73 – 74 – انتقل للعب في صفوف الفريق الأول عقب اعتزال زميله الحارس العملاق رمضان المصري.
قائد تشكيلة منتخبنا الوطني
واختاره المدرب الإنجليزي رون برادلي، لأول مرة للعب ضمن صفوف المنتخب الليبي سنة 1976، وخاض أول مباراة ودّية دولية مع الفريق الوطني في مواجهة المنتخب الكوري، الذي زار بلادنا سنة 1978.
وقدّم أفضل مبارياته الدولية أمام منتخب إثيوبيا، ضمن تصفيات أمم أفريقيا، حيث كان قائدًا لفريقنا الوطني الذي تأهّل على حساب المنتخب الإثيوبي.
وقد برز كذلك في مباراة الذهاب الأولى لمنتخبنا الوطني أمام منتخب الجزائر ضمن تصفيات بطولة أمم أفريقيا وقاده لانتصار ثمين بهدف دون ردّ، بتوقيع “لاغا” من ركلة جزاء، و ساهم كقائد لتشكيلة منتخبنا الوطني في تتويج منتخبنا ببطولة الدورة الإسلامية بتركيا، والتي فاز فيها الفريق بكأس الدورة ويومها كان الحارس الشجاع “محمد لاغا” يحمل شارة قائد الفريق.
- توّج وقاد فريقه “الاتحاد” للفوز ببطولة الدوري الليبي في الموسم الرياضي 86 – 87 وكان قائدًا لفريقه، حيث ساهم في عودة فريقه إلى منصات التتويج بعد غياب طويل.
انتصر أفريقي على بطل الجزائر
- شارك مع فريق “الاتحاد” في تصفيات كأس الأندية الأفريقية أبطال الدوري عام 1985 أمام فريق “غالى رى معسكر” الجزائري، ويومها كان “لاغا” قائدًا للفريق. وقاد فريقه لانتصار كبير على الفريق الجزائري بقيادة نجمه الأخضر بللومى، بثلاثية في مباراة العودة بطرابلس.
التوقيت المناسب للاعتزال وختامها تتويج
- اعتزل اللعب والملاعب وغادرها بهدء، عقب نهاية الموسم الرياضي 85، وهو موسم تتويج “الاتحاد” بلقب الموسم، حيث اختار الوقت والتوقيت المناسب للاعتزال عام 1986، وهو في قمة عطائه.
الوفاء لـ”الاتحاد” والقيادة الحكيمة
وعقب الاعتزال، جدّد الوفاء لناديه ومؤسسته العريقة، حيث ظلّ وفيًا لها، وكانت له مواقف إنسانية نبيلة تجاه شباب ناديه وزملائه بالفريق، وعمل مديرًا للكرة بالنادي، خلال مواسم التسعينات، برفقة المدرّب الإنجليزي، رون برادلى، وكان إداريًا قياديًا بامتياز، اتسم بالجدية والانضباط في مهامه، وتميّز بقوة الشخصية، وحظي باحترام وتقدير كل اللاعبين والجمهور الرياضي وإدارة النادي.
وشهدت مباراة الذهاب الأولى بين فريق “الاتحاد” و”بيراميدز” المصري، آخر ظهور للحارس الكبير والوفي، حين قام بزيارة تفقد خلالها أبناء هذا الجيل من الفريق العريق، واستعاد ذكريات زمنه الجميل، مُقدّمًا لهم نصائح وكأنه جاء إليهم مُودّعًا للفريق والقميص الذي طالما دافع عن ألوانه على مدى سنوات طويلة.