أشرف الدرسي لـ”ريميسا”: العيش على الأطلال أبرز مشكلة تعاني منها الرياضة الليبية
كشف أشرف الدرسي، مساعد مدرب المنتخب الوطني الليبي لكرة القدم الخماسية، عن بداياته مع كرة القدم داخل الصالات وكيف ترك الملعب الكبير نهائيا ليبدأ مسيرة من التألق مع أندية الأهلي بنغازي والتحدي والمنتخب الوطني ليتوجها بالمشاركة في كأس العالم بالبرازيل عام 2008.
وفتح الدرسي قلبه لـ”ريميسا” في حوار خاص، تحدث فيه عن مشواره مع كرة القدم الخماسية عقب اعتزاله اللعب وحتى توليه منصب مساعد مدرب المنتخب الوطني الأول داخل الصالات، وكشف عن أهم المشكلات التي تعاني منها الرياضة الليبية في الوقت الحالي… وإلى نص الحوار…
مسيرة كروية حافلة
** كيف كانت بدايتك مع كرة القدم الخماسية؟
– جاءت بدايتي الرياضية في عام 1988 مع براعم النادي الأهلي بنغازي حتى عام 1996 في فئة الأواسط، عندما حدثت لي مشكلة إدارية تسببت في تركي للنادي الأهلي لأنتقل إلى نادي السد الذي كان في بداية تأسيسه، وفي نفس الموسم تم تنظيم أول دوري كرة قدم خماسية على مستوى ليبيا، وتم السماح بمشاركة 3 رياضيين من الفريق الأول مع فريق الخماسيات وبالفعل شاركت مع فريق السد وتحصلنا على بطولة المنطقة الشرقية ولعبنا نهائي البطولة مع الأهلي طرابلس في طرابلس ولكننا خسرنا النهائي بنتيجة 1 / 2، ومن هنا بدأ عشقي لكرة القدم داخل الصالات وتركت الملعب الكبير نهائيًا
** ماذا عن أبرز الإنجازات في مسيرتك الكروية؟
– مسيرتي الكروية كانت مع التحدي والأهلي حيث تحصلت على بطولة ليبيا 3 مرات مرتين مع التحدي ومرة مع الأهلي.
أما مشوراي مع المنتخب الوطني فقد كان حافلا حيث لعبت مع المنتخب أكثر من 140 مباراة دولية بدأت من 2005، وقد حققت خلال مشواري مع فرسان الصالات بطولة أمم أفريقيا والبطولة العربية وبطولة شمال أفريقيا 3 مرات وشاركت في كأس العالم 2008 الذي أقيم في البرازيل.
** وكيف أختتمت مسيرتك الكروية؟
– أخر مشاركاتي كلاعب كرة قدم خماسية كانت في بطولة الربيع العربي التي أقيمت في مدينة سوسة التونسية وشاركت مع الأهلي بنغازي حيث كنت قائدا للفريق وتحصلنا على كأس البطولة.
من الإدارة إلى التدريب
** ما المجال الذي فضلت العمل به بعد اعتزالك كرة القدم الخماسية؟
– بعد الاعتزال كانت بدايتي كمدير للكرة في النادي الأهلي بنغازي سنة 2014، وأذكر أننى قمتُ بتنظيم مباراة تكريمية للأب الروحي لكرة القدم الخماسية في النادي الأهلي جمال الورفلي مع فريق الاتحاد في أجواء كانت صعبة داخل مدينة بنغازي حينها وحضور الجمهور كان مميزا في هذا المهرجان الذي زينه أبناء الاتحاد بحضورهم وأخص بالذكر طه العابد الذي كان لاعبا وإداريا في نفس الوقت حينها.
** وماذا عن المحطة الثانية بعد العمل بالإدارة؟
– بدايتي الحقيقة في مجال التدريب كانت في موسم 2017/ 2018 بتدريبي للنادي الأهلي حيث توليت القيادة الفنية للفريق في منتصف الموسم واستطعت – بفضل الله – وتعاون الجميع من رياضيين وإداريين وجماهير من الوصول للمباراة النهائية للدوري وخسرنا بصعوبة أمام الاتحاد بنتيجة 3 / 4، وفي نفس الموسم تم تنظيم بطول كأس ليبيا في أول نسخة لها وبفضل الله استطعنا أن نظفر بها بعد الفوز على فريق الأخضر في النهائي بعد تجاوز الاتحاد في نصف النهائي.
كما شاركت بفريق الأهلي في بطولة الروضان النسخة 39 في دولة الكويت واستطعنا بالرغم من حضور نجوم عالميين وفرق قوية الوصول لربع النهائي وخسرنا بركلات الترجيح وقدمنا مستويات ممتازة.
الانضمام لجهاز المنتخب
** كيف جاء اختيارك ضمن الطاقم الفني للمنتخب؟
– بعد بطولة الروضان تلقيت اتصالا من المسؤولين عن المنتخب الوطني حينها وعرضوا علي تولي منصب المدرب المساعد لمدرب المنتخب الكابتن عبدالباسط النعاس، وقد وافقت بدون تردد فشرف تدريب المنتخب حلم بعد أن مثلت المنتخب كلاعب، وقد كانت أولى المحطات تنظيم بدولة عمر المختار لمنتخبات المناطق ومنها تم اختيار الرياضيين عن طريق الطاقم الفني .
** تردت أنباء أن هناك بعض الأسماء تم فرضها على الطاقم الفني للمنتخب الوطني؟
– لقد حدث الكثير من اللغط في هذه النقطة، ولكني أقول وبكل صراحة أنه لم يجرؤ أي شخص على أن يفرض أي اسم على القائمة التي اختارها الكابتن عبدالباسط النعاس بالتشاور معي، وأؤكد لك أنه حتى مدير المنتخب لم يعطي حتى وجهة نظره في أي اسم اخترناه.
** ماذا حدث بعد التأهل لكأس أفريقيا وعدم التجديد للطاقم الفني المحلي؟
– عقد الطاقم الفني كان ينتهي بعد مباراة الجزائر بـ 4 أو 5 أيام وبالتحديد في 30 أكتوبر، ولكن بالرغم من ذلك كنا كطاقم فني مستعدين للمرحلة القادمة، والكابتن عبدالباسط كان يجهز في رزنامة وخطة للفترة المقبلة، ولكن اتصل بنا مدير المنتخب طه العابد وأبلغنا بالتوقيع مع مدرب أسباني وأنه من ضمن شروطه أن يكون عبدالباسط النعاس وأنا مساعدين له، وأن يأتي هو ومعد بدني فقط، ولكن الكابتن عبدالباسط رفض أن يكون مساعدا، أما أنا فوافقت لأن النداء الوطني أكبر منا جميعًا، ولأنها فرصة لا تعوض أن تكون بجانب مدرب له سيرة ذاتية مميزة.
جدل واسع
** حدث الكثير من الجدل بعد استبعاد لاعبي المنطقة الشرقية؟
– في البداية ليس هناك استبعاد والقصة باختصار أن أحد اللاعبين كانت لديه مشاكل إدارية وتم استبعاده من المعسكر المقام في مصراته لنتفاجأ بتضامن باقي الرياضيين معه ورفضهم الالتحاق بالمنتخب وبالتالي هم من قرر عدم الانضمام لصفوف المنتخب
** ماذا فعلتم بعد ذلك لتفادي هذه الورطه؟
– على الفور قمنا باستدعاء بعض الرياضيين لسد النقص فالمنتخب لا يقف على أحد واسم ليبيا فوق الجميع.
** ولماذا تم تجاهل بعض الرياضيين على سبيل المثال ربيع الجوتي وفيصل بوحوية وفتحي الخوجة وأحمد فتحي؟
– بالنسبة لأحمد فتحي وفتحي الخوجة فهما من اعتذر عن الالتحاق بالمنتخب نظرا لظروفهما الشخصية أما فيصل بوحوية فمشكلة جواز السفر هي التي حالت دون انضمامه للمنتخب، أما ربيع الحوتي فالمدرب عبدالباسط النعاس أعلنها صريحة أن ربيع ليس من ضمن خياراته وأنه لن يعول عليه في التصفيات وكذلك البطولة.
غياب الإنجاز
** ماذا حدث في بطولة أفريقيا ولماذا لم نحقق إنجاز التأهل لكأس العالم؟
– نعاني في ليبيا من مشكلة العيش على الأطلال فنحن توقفنا كثيرًا ولم نلعب دوري منتظم وقوي منذ فترة ولم نقم بتجمعات للمنتخبات ولم نشارك دوليا، وكعادتنا جئنا في وقت ضيق وقررنا الاستعداد لنحقق إنجاز، في الوقت الذي لا تتوقف المنتخبات على مستوى العالم فكل يوم لديهم جديد استعدادات ومباريات وبطولات، كل المنتخبات التي كانت متأخرة أصبحت في المقدمة بفضل استمرارية دورياتها، وهو ما جعل لاعبيها يحترفون في أقوى الدوريات الأوروبية والعالمية، كما أنهم استقدموا مدربين مصنفين عالميا.
والواقع يقول أنك لن تحقق شيء بمثل المعطيات التي نعيشها، ولكن الهدف الأول كان لنا هو إعادة كرة القدم الخماسية على الطريق الصحيح ومحاولة عدم التوقف بعد هذه البطولة، ولكن للأسف دائما الظروف أقوى منا وقد عدنا من جديد لنقطة الصفر.
** بعض المتابعين للكرة الخماسية قلل من إمكانيات المدرب الإسباني؟
– المدرب الإسباني جاء في وقت صعب وضيق جداً فهو لم يستطع متابعة جميع الرياضيين ولم يقم بمشاهدة الدوري بشكل كامل أو جزئي، حيث إنه وجد قائمة من 20 رياضيا اختارها الطاقم الفني السابق وهو مطالب بأن يشارك بهم ويحقق إنجاز، ولكن للأمانة وحتى من خلال الـ CV الخاص به وما شاهدناه فهو مدرب لديه الكثير ليقدمه فهو مدرب للعديد من الأندية الإيطالية والإسبانية، وحقق العديد من البطولات معاها.
** كلمة أخيرة توجهها؟
– أشكر موقع “ريميسا” على إتاحة الفرصة، وأتمنى أن يستقر الوضع في ليبيا وتعود الرياضة ولعبة كرة القدم داخل الصالات من جديد.