بعد أمم أوروبا.. علينا أن نخجل
بطولة أمم أوروبا هي ثاني أكبر وأهم بطولة في كرة القدم بعد كأس العالم من حيث روعة التنظيم والإمكانيات التنظيمية، وجمال الملاعب، وكل الإمكانيات التي يحتاج إليها الإعلام، وبالذات التلفزيون، وهي أيضًا أعظم قوة سوقية من حيث أثمان اللاعبين، والدورة الحالية شهدت تنظيمًا على أكثر من ملعب في مدن أوروبية مختلفة، لكن إمكانيات المواصلات والاتصالات و الوحدة الأوروبية الإدارية؛ جعلتها كأنها في دولة واحدة، إنها قمة رائعة وعظيمة، وليكتمل الجمال؛ جاءت مبارياتها قمةً في الإثارة، فهي تشهد المفاجآت مثل خروج بطل العالم وخروج بطل أوروبا السابق، ورغم الهفوات التحكيمية؛ إلا أن التحكيم هو الآخر قمة ودرس عالمي، وذلك بمساعدة تقنية الفار والأجمل والأروع الروح الرياضية الحضارية التي هي درس لكل العالم الثالث، وبالذات نحن الليبيون وإن كنا لن نتمثّل هذا الدرس ولن نحاول تقليده حتى وإن أبهرنا؛ فنزعات التخلف تحكمنا ولن تتركنا لأننا نتمسك بها بإصرار عنيد وعناد، فنحن لن نقلد أوروبا ولن نتخلى عن ثقافتنا التي تعد الخسارة في كرة القدم عار لا يحتمل ويجب غسله بالدم ولتذهب حضارة أوروبا للجحيم ……أعتقد أن أولئك الذين يتقاتلون في ملاعبنا البائسة من أجل فرق تعيسة في دوري منحوس بعد مشاهدة أمم أوروبا الراقية؛ عليهم أن يشعروا بشيء من الخجل.