اراء

تجاوزنا الغابون: نريد أنغولا

قلت في مرات سابقة إن منتخبنا ليس ضمن المرشحين لنهائيات كأس العالم في قطر وما زلت عند قولي، ولدي من المبررات التي ليست خافية على أحد من المتخصصين وسواهم من العامة المشجعين.

ولأن عدد المنتخبات التي تشارك حاليًا  في هذه المرحلة من التصفيات 40 منتخبًا، ولأن الذاهبين إلى قطر العام القادم خمسة منهم ليس إلا؛ فسنُدافع عن حظوظنا مثل كل المشاركين وإذا لم يتحقق التأهل؛ تأكدوا أن منتخبات أخرى عملاقة ولها إنجازات وبطولات في القارة والكرة العالمية لن تتأهل لأن المتأهلين عن هذه المرحلة التي تضمّنا نحن كذلك عشرة منتخبات، المتصدرين مجموعاتهم وسيَخوضون مباراتيْن حاسمتيْن بعد ذلك، وفق النظام المقرر، وحينها قد تحدث مفاجآت ومن المؤكد أن منتخبات كبيرة ستواجه بعضها ليتأهل أحدها ليس إلا.

نحن، الآن، ورغم قلة استعدادنا وتوقف نشاطنا الكروي لفترة وليست لنا إنجازات وليس لدينا محترفون بالمعنى الحقيقي، ولا نملك مقومات الرياضة عمومًا،  وكرتنا بلا ملاعب ولا نظم ولا دعم ولا أندية محترفة، نخوض التصفيات حاليًا في مجموعة هي وحدها التي يمكن ان تكون في متناولنا عن بقية المجموعات انتظارًا للمفاجآت وليس لأننا أقوى من الغابون وأنغولا، ومصر سيدة القارة، لكننا لسنا مع الكاميرون وساحل العاج والسنغال ونيجيريا والجزائر والمغرب، وهذه المنتخبات القوية هي بمثابة “بعبع” لنا، يكون من الظلم ان نطالب منتخبنا بالفوز عليها إلا في حضور المفاجأة،

والمفاجآت غير واردة عندما يتعلق الأمر بمبارتيْن حاسمتيْن بملعبنا وملعبهم؛ ولذلك فإن الفوز في أول مباراة على الغابون بداية ممتازة، بغض النظر عن الأداء، ويمكن أن نفوز على أنغولا ومصر في ملعبنا لأن أنغولا مثل الغابون ليس لها مستوى ثابت، ويفتقر لاعبوها للجدية ويلعبون بتعالٍ، لذلك خسرت مباراة مصر وهي الأفضل.

أما مصر؛ فرغم أنها سيدة أفريقيا ومنتخبها هو وحده في العالم الذي يفوز على الكاميرون وساحل العاج بالأربعة فإن مباراتنا معها تقليدية لا تحكمها الفوارق الفنية أو الإنجازات فلطالما كنّا عقبة في طريقها كما نحن مع تونس ولا ندعي أننا أحسن منها، لكننا قد نحقّق مفاجأة، متى كنا مستعدين بدنيًا ونلعب بروح عالية.

قبل ذلك، أن نحسن التعامل مع مباراة أنغولا القادمة لأن منتخبها الذي شاهدته أمام مصر لديه مقومات الفوز، لكنه لم يحسن استغلالها وترك النقاط للمصريين، من خلال ركلة جزاء مشكوك في صحتها.

لو وُفّقنا في مباراة أنغولا وهي الأصعب؛ فإن الفرصة متاحةٌ بعد ذلك لتحسين الأمور مع متسع من الوقت للمدرب.

أنا أعرف أن التأهل عن المجموعة صعبٌ بل هو(شبه مستحيل) لكن كل شيء ممكنٌ في مباريات كرة القدم، وإذا تحقق ذلك؛ فالأحلام ستزداد، وإذا فشلنا في آخر المشوار؛ لن نخسر شيئًا لنحزن عليه، ليس في هذه المرحلة بل ومنذ زمن بعيد.

زر الذهاب إلى الأعلى