خواطر في البال حول المونديال
قبل أن تخوض البرازيل نهائيات كأس العالم عام 1998 بفرنسا دفاعًا عن لقبها الذي أحرزته عام 1994 بأمريكا؛ تعرض النجم الهداف روماريو لإصابة جعلت المدرب المساعد زاجالو يبعده عن القائمة، فتناقلت وسائل الإعلام صور اللاعب وهو يذرف الدموع وكان يرى أنه بإمكانه اللحاق ولو بالمباراة النهائية.
ما حدث، وبغض النظر عن صحة القرار من عدمه، يؤكد مدى حرص روماريو على الدفاع عن غلالة بلاده ولو طلب منه في ذلك الوقت أن يدفع مبلغًا كبيرًا من المال ليبقى في القائمة لما تردد.
هذه العقلية لا يتمتع بها لاعبو المنتخبات الأفريقية “السوداء” على وجه الخصوص بل إنهم كثيرًا ما تخلوا عن منتخبات بلدانهم والتحقوا بدول أخرى من أجل المال، والذين لعبوا مع بلدانهم ولم تعد لديهم إمكانية اللعب لدول أخرى كثيرًا ما أضربوا عن اللعب وتركوا معسكرات منتخباتهم لمجرد تأخر صرف المكافآت، ولذلك لا غرابة وقد شاهدتهم يبالغون في الاستهتار خلال مبارياتهم في الدوحة ليفرطوا في مباريات كانت في متناولهم، وحدث ذلك للكاميرون عام 1990 ونيجيريا 1994 مع الإنجليز وإيطاليا ومع غانا 2010 مع الأوروجواي كما حدث في قطر وبمجرد انتهاء المشاركة يتحولون إلى أوروبا وكأن شيئًا لم يحدث.
في عام 1990 بإيطاليا إن لم تخن الذاكرة؛ كان منتخب كولومبيا يضم لاعبين مهرة من أمثال فالديراما وأسبيريا وهو ينتمي للمدرسة اللاتينية مثل البرازيل والأرجنتين لكنه فرط في المباريات بتهريج حارسهم (هيغيتا) وعندما طرد أسبيريا بالحمراء بتصرف طائش غادر المعسكر وربما ذهب إلى المرقص.
وما استطاع منتخب مصر أن يهيمن على كأس أمم أفريقيا بالمحترفين مقارنة بالكاميرون ونيجيريا وغانا وساحل العاج والسنغال لكن لاعبيه يتنافسون من أجل الانضمام للمنتخب ولو اشترطوا عليهم الاستغناء عن مستحقاتهم.
لذلك لا تنتظروا ما يمكن أن ينتظر من اللاعبين الأفارقة ولا حتى المشجعين، ألا ترون كيف يتفاعل المشجعون اليابانيون والكوريون وفي بقية العالم (فرح عند الفوز وحزن ظاهر عند الخسارة في حدود المنطق وهكذا هي مشاعر الناس).
المشجعون في أفريقيا لا يشاهدون اللعب بل يضربون الدفوف ويرقصون وظهورهم إلى الملعب ومنتخباتهم تتأخر في النتائج وهذا لا يحصل إلا في أفريقيا.