دوري الكرة: لا طعم ولا لون ولا رائحة!
على الرغم من تدني مستوى الدوري الليبي لكرة القدم طوال السنوات الماضية، ومنذ أن شهد انطلاقته الأولى مع الأخذ في الاعتبار فوارق المراحل التاريخية، والإمكانيات المتاحة عبر كل مرحلة، إلا أنه وبفضل بعض الجهود المبذولة من محبي اللعبة وعشاقها من مسؤولين ليبيين في النوادي، ومناصرين ومن بعض هياكل الدولة التي لم تعط أهمية للرياضة، خلال عدة عقود يمكن القول أن اللعبة شهدت بعض الفترات المنتعشة وإن لم تكن محققة لإنجازات كبيرة إلا أنها سجلت خطوات إيجابية محدودة ملموسة.
منها مثلًا وصول المنتخب الأول للمرحلة النهائية من تصفيات كأس العالم عام 1986، وتوقف الحلم عند مباراة المغرب ونهائي كأس أفريقيا للأمم عام 1989، وفقدان اللقب أمام غانا بركلات الترجيح، ثم الفوز بكأس المحليين.
وما حققته بعض فرق الأندية في المسابقات القارية كوصول الأهلي طرابلس لنهائي كأس الكؤوس الأفريقية والاتحاد والأهلي بنغازي والنصر لأدوار متقدمة في بطولات الأندية ومن أهمها الدور نصف النهائي وكانت قريبة لتحقيق ما هو أفضل لولا ظروف معروفة معينة.
كنا نأمل أن تتحسن النتائج ونشاهد فرق نوادينا مثل بقية فرق النوادي العربية والأفريقية، التي تقل بلدانها إمكانيات عن بلادنا، وأن نرى منتخبنا وهو يحرز ألقابًا قارية ويتواجد في نهائي كأس العالم، وأن يكون لنا من أجل ذلك دوري منظم وإدارات ناجحة وملاعب حديثة مثل بقية دول العالم الفقيرة قبل الغنية.
وكنا نود أن تكون فرقنا الكبيرة مثل الاتحاد والأهليان والنصر والمدينة والهلال قادرة على مقارعة الأهلي القاهري والزمالك والرجاء والوداد والترجي والنجم ومازيمبي وصن داونز فإذا بها تعجز عن مقارعة فرق مغمورة في الدوري المحلي مثل الخمس وأبو سليم وبقية الفرق الصغيرة في المجموعتين ولم نشاهد فوارق في المستوى بقدر ما كان الفارق في لون الغلالات في دوري ضعيف باهت بلا طعم ولا لون ولا رائحة!