رحلة أفريقيا والنتائج السلبية الأخيرة
سبق أن سافرتُ في وفد رياضي لجنوب أفريقيا قبل البطولة الأفريقية الثالثة للمحليين لكرة القدم بشهرين، وحضرنا اجتماع لجنة الاتحاد الأفريقي مع مندوبي الدول ال16 المتأهلة للتصفيات النهائية الأفريقية، وتكوّن الوفد من السيد سعد الدين الذيب عضو الاتحاد العام، واللاعبان الدوليان الهاشمي البهلول شفاه الله ومحمود الجهاني وأخينا بن عيسى المترجم، وقد أعطيت الكلمات بالتسلسل، وعندما جاءت كلمة مندوب الاتحاد الليبي لم يهتم أحد بكلمته على اعتبار أن الفريق الليبي سيكون أحد المغادرين من الدور الأول، كما هي عادته في المشاركات الأفريقية، وكان الهدف من زيارتنا التي قمنا بها هي معاينة الملاعب التي يتدرب ويلعب عليها الفريق الليبي في المرحلة الأولى، والفنادق التي يقيم فيها وكانت جيدة بالفعل، لأن جنوب أفريقيا سبق وأن نظمت كأس العالم والبنية التحتية الرياضية والطرق والفنادق أمور منتهية، وعلى استعداد لتنظيم بطولة كل سنة، وكم تمنينا رؤية مثل هذه المنشآت الرياضية في بلادنا حتى تزدهر رياضتنا الليبية.. عموما بعد عودتنا تابعنا استعدادات فريقنا الوطني وتوقعنا الوصول لدوري الثمانية أو المربع الذهبي كأقصى حد، لكن بتوفيق من الله والنوايا الطيبة وبعزيمة الشباب واجتهاد المدرب تحقق الإنجاز التاريخي، وحصلنا على أول بطولة في تاريخنا الرياضي وهي بطولة أفريقيا للاعبين المحليين، والحمد الله أننا كنا فال خير على الفريق الليبي.. وقد تذكرت هذا الموضوع لنتائج فريقنا الوطني السلبية في المدة الأخيرة، حيث خرج من نهائيات العرب أمام السودان ومن نهائيات أفريقيا ومن تصفيات كأس العالم، وختمها منتخب الشباب في تصفيات شمال أفريقيا بالخسارة أمام مصر 2-1 وأمام الجزائر 1-0 وأمام تونس 4-0، دون أن نسمع أن الاتحاد العام قد مارس النقد الذاتي أو شكل لجاناً لمعرفة أسباب ما حدث سواء في المعسكرات الخارجية أو داخل الملاعب، ومقارنة ما حدث مع برنامجهم العلمي المُعد سلفا لتطوير كرة القدم الليبية إن وجد، ولعل أحد الأسباب أيضا عدم وجود جمعية عمومية واعية وقادرة على اختيار أصحاب المؤهلات وذوي التجربة، بعيدا عن المحاباة وتكون قادرة على إضافة الجديد لكرة القدم الليبية وتغيير واقعنا الكروي الذي شبعنا فيه من نتائج فرقنا السلبية، التي أخرجتنا من المولد بلا حمص من كل البطولات الدولية التي شاركنا فيها، ونأمل أن نرى المنظومة الرياضية وقد تغيرت بالكامل نحو الأفضل، ونرى النتائج الإيجابية التي نسيناها في مشاركاتنا الدولية.