رحلة ميسي مع برشلونة.. بدأت بـ”منديل طعام” وانتهت بـ”فاكس”!
“أنا ليونيل ميسي.. أطلب بموجب هذا الخطاب، إنهاء عقد العمل الذي يجمعني بناديكم الموقر”.. بهذه الكلمات كتب الأسطورة الحية “ميسي” السطر الأخير في مسيرته الاحترافية مع نادي برشلونة الإسباني.
“قنبلة” فجرها ميسي أحدثت “زلزالا” في إقليم كتالونيا بل في إسبانيا وإن لم يكن في العالم أجمع، برغبته في الرحيل عن البارسا بعد 20 عاما قضاها “البرغوث” بين جدران “الكامب نو”.
ومن لا يعرف ميسي الأسطورة الأرجنتينية الذي أبهر عشاق الساحرة المستديرة منذ الصغر. إنه اللاعب الذي أتقن “لغة كرة القدم” أكثر من أي لاعب غيره على مر التاريخ. قصص وحكايات وروايات لن تنساها ذاكرة كرة القدم عن لاعب وصف بأنه من “كوكب أخر”.
“فضيحة لشبونة”
ولم يتخيل أحد وخاصة جماهير برشلونة أن يطلب ميسي الرحيل عن النادي الوحيد الذي دافع عن ألوانه في مسيرته الاحترافية ولكن “فضيحة لشبونة” دقت المسمار الأخير في نعش البلوجرانا بعد هزيمة البارسا 8/2 أمام بايرن ميونيخ الألماني في ربع نهائي دوري أبطال أوروبا.
خسارة تاريخية من المتوقع أن تتغير بعدها تقاليد كرة القدم وقد بدأت ثورتها تهز أركان نادي برشلونة الذي يستعد على ما يبدو لرحيل أحد أفضل لاعبي الساحرة المستديرة عبر التاريخ.
“منديل الطعام”
رحلة ميسي بدأت مع برشلونة في 14 ديسمبر عام 2000 بإحدى طاولات نادي “بومباي” للتنس عندما التزم السكرتير الفني للنادي الكتالوني حينها “كارلوس ريكساش” على “منديل طعام” بضم البرغوث إلى البلوجرانا.
ولم يكن ريكساش يعلم أن “منديل الطعام” هذا سيعد لاغيا بعد نحو 20 عاما وتحديدا في 25 أغسطس 2020 عندما أبلغ “ميسي” النادي برغبته في الرحيل عن طريق خدمة “بوروفاكس”.
خدمة “بوروفاكس”
وقال ميسي في رسالته التي نشرتها صحيفة “تي آي سي سبورتس” الأرجنتينية :”أنا ليونيل أندريس ميسي كوتشيتيني.. أطلب، بموجب هذا الخطاب، إنهاء عقد العمل الذي يجمعني بناديكم الموقر بموجب البند رقم 24، الذي يُتيح لي ممارسة هذه الصلاحية”.
وأضاف الأرجنتيني البالغ من العمر 33 عاما: “أشكركم على كافة فرص التطور الشخصي والإعداد المهني الذي منحتموني إياه خلال فترة عملي بالنادي، والمعارف التي اكتسبتها والتي أتاحت لي تقوية ملفي الشخصي والفني؛ ولكنني اتخذت هذا القرار الصعب لأسباب شخصية، والذي آمل أن تتلقاه الإدارة بأفضل طريقة”.
“الوداع”
لم تكن مجرد رسالة عادية بل كانت “كلمات وداع” ربما خطها ميسي بدموعه. وقالت تقارير صحفية إسبانية أن برشلونة رد على ميسي بأنه يرغب في استمراره مع الفريق حتى نهاية مسيرته.
الأغلى في التاريخ
الجميع يؤمن الآن أن “الليو” قد قرر بالفعل المغادرة، ولكن الأمر برمته الآن يتوقف على الشرط الجزائي الموجود في عقده وتبلغ قيمته 700 مليون يورو، وينتهي في شهر يونيو 2021. لذلك، فإذا أراد أي نادٍ في العالم ضم ميسي فلابد من توفير هذا المبلغ بعد الاتفاق مع اللاعب نفسه، ليكون أغلى صفقة عرفها تاريخ اللعبة.
وتقول الصحف الإسبانية إن إدارة برشلونة ترفض جملةً وتفصيلًا التفاوض حول هذا الشرط، وترى أن حال رحيل ميسي فإن الـ 700 مليون هو الضامن الوحيد لإعادة بناء النادي وإيجاد خليفته.
“رحيل مجاني”
ولكن هناك رأي أخر ينتشر في الصحافة الإسبانية أيضا ويتحدث أن عقد ميسي مع برشلونة يتضمن بندا يسمح له بالرحيل مجانًا في موعد أقصاه العاشر من يونيو 2020 . وأضافت أن محامي ميسي سيحاول استغلال أزمة انتشار فيروس كورونا وإيقاف نشاط كرة القدم، لجعل البند ممتدًا إلى أغسطس الجاري، وبالتالي يرحل مجانًا دون الحاجة لدفع 700 مليون يورو.
“سباق الأندية”
وما إن انتشرت أنباء رحيل ميسي عن قلعة “الكامب نو” حتى تسابقت وسائل الإعلام في الحديث عن الفريق الذي قد ينجح في ضم اللاعب الأرجنتيني.
وتسود تكهنات بأن الفريق الأقرب إلى ضم ميسي هو مانشستر سيتي الإنجليزي، بحكم علاقة اللاعب بمدرب السيتي بيب جوارديولا الذي درب البارسا. كما تتحدث وسائل إعلامية وصحفية إسبانية عن وجود والد ميسي في إنجلترا للتشاور مع إدارة السيتي لانتقال ابنه إلى السيتيزنز.
ثلاثي “حديقة الأمراء”
صحيفة “ديلي ميل” البريطانية قالت أيضا أن مانشستر يونايتد قد فتح بالفعل قنوات اتصال مع ميسي لضمه. كما يدخل باريس سان جيرمان الفرنسي في الصورة بوضوح. وتعتقد الصحف الفرنسية أن ميسي قد يلتحق بزميله السابق في برشلونة ونجم سان جيرمان حاليا نيمار إلى جانب ضم لويس سواريز بعدما تأكد رحيله هو الأخر عن البلوجرانا ويجتمع ثلاثي البارسا مجددا ولكن هذه المرة في “حديقة الأمراء”.
حلم “ميسي ورونالدو”
ومن الأندية الأخرى التي تسعى للتوقيع مع ميسي بحسب الصحف البريطانية والإيطالية، هو يوفنتوس الذي يسعى لوجود البرغوث إلى جانب البرتغالي كريستيانو رونالد في صفقة وصفت بأنها “حلما”.وهناك أيضا إنتر ميلان وليفربول وليدز وبايرن ميونيخ وتشلسي ولاتسيو وإنتر ميامي الأمريكي المملوك لديفيد بيكهام.
من يكون فريق ميسي الجديد؟
فمن يتمكن من ضم ميسي أحد أساطير برشلونة وأعظم من لمس كرة القدم. من يفتح خزائنه لضم الهداف التاريخي لبرشلونة بـ 634 هدفا في 731 مباراة بقميص البلوجرانا، والهداف التاريخي لليجا الإسبانية بـ 444 هدفا خلال 485 مباراة؟.
فكم يكفي من المال لأسطورة تتربع على عرش اللاعبين الأكثر تتويجا بالألقاب مع برشلونة حيث صعد على منصات التتويج 34 مرة، بينها الدوري 10 مرات والسوبر الإسباني 8 مرات، ودوري أبطال أوروبا 4 مرات، وكأس الملك 6 مرات، فضلا عن التتويج بكأس العالم للأندية وكأس السوبر الأوروبي 3 مرات لكل منهما.
وهناك أيضا ألقابا فردية حققها ميسي خلال مسيرته الطويلة مع برشلونة حيث فاز بالكرة الذهبية في 6 مناسبات، ليصبح أكثر لاعب يُتوج بها في تاريخ اللعبة، بالإضافة إلى التتويج بالحذاء الذهبي 5 مرات.