“زامر الحي لا يطرب”!
يبدو أن الخاسر الوحيد في دورينا المحلي ككل عام هو المدرب الوطني أياً كان اسمه وسمعته وشهرته، فهي لن تشفع له أمام تعطش أنديتنا لغض الطرف عنه، وعدم التفكير فيه ألبتة لقيادة فرقها المحلية، وإن استقدمته وتعاقدت معه لفترة وجيزة ما تلبث تستغني عنه في أقرب فرصة تواتيها، وكأنها تتحين الفرصة والوقت للإيقاع به والتفكير في غيره، وقد تخلق الأعذار والمبررات الواهية لاتخاذ قرارها ضده، وقد عزمت على تنفيذه وفي العادة لم يكن مقبولاً أو مقنعاً في نظر العارفين ببواطن وشئون الكرة!.
ذات الأندية التي تُعجّل برحيل المحلي والاستغناء عنه تُسرع الخطى حثيثة مهرولة باتجاه مدربي الجوار التونسي، وكأنهم البلسم الشافي والعلاج الناجع الذي لاغنى عنه. لحل مشاكلها ومختنقاتها الفنية.
ولعل تعاقد ستة فرق من أصل عشرة ضمن فرق المجموعة الأولى مع مدربين تونسيين، ما يثير علامات الاستفهام والتعجب من جدوى التوقيع مع هؤلاء المدربين، وكان آخرهم التعاون الذي فض الشراكة مبكراً مع المدرب جلال الدامجة، مستعيناً بتونسي آخر لقيادته، وقبيل انطلاق الدوري في خطوة غير مدروسة وفي قت قصير جداً من عمر التحضيرات المعتادة لدوري الكرة.
تونسة الدوري الليبي تدريبياً بهذه الطريقة أمر مثير ومُحير في وجود كمّ من الأسماء التي شكلت ثقلاً واضحاً في الميزان التدريبي للموسم المقبل، وإن صح التعبير خللاً في منظومته أكثر المتضررين منه هو المدرب الوطني الذي لم يعد يجد الفرصة سانحة، ليأخذ مكانه وحقه الطبيعي في قيادة فرق بلاده، متحسراً على حاله وهو يرى من يقلون عنه قيمة وشأناً يصولون ويجولون في دوريه وبين فرقه، وقد أصبح غريباً بعيداً مُبعداً بفعل مَن بيدهم الحل والربط، وبمن يُطبّقون القول المأثور “زامر الحي لا يطرب”، والمدرب الوطني لا يعجبني!؛