شوط المدربين المحترفين.. وغياب طريقة لعب اللاعبين
هكذا انتهت مباراة القمة بين فريقي ريال مدريد وليفربول، وحصل فريق الريال على بطولة أوروبا للمرة الـ14 في تاريخه بعد فوزه بهدف مقابل لا شي، وعمت الفرحة مشجعي الفريق في مختلف بلدان العالم، فقد كانت المباراة مشوقة ومثيرة وارتفع فيها المستوى الفني خصوصاً في الشوط الثاني، مما يتناسب مع تاريخ الفريقين العريقين، ومع عبقرية مدربيهما الإيطالي أنشيلوتي والألماني كلوب، وقد ضيّع فريق ليفربول عدة فرص في الشوط الأول وكان الفريق الأفضل إلى حد ما، وفي الشوط الثاني خاصة بعد الهدف رجحت كفة فريق الريال، وكاد أن يضيف الهدف الثاني.. وكان اللاعب العربي محمد صلاح أبرز لاعبي فريق ليفربول، وسدد في العديد من المرات نحو المرمى في محاولة للتسجيل، لكن حارس مرمى فريق ريال مدريد العملاق (كورتوا) تصدى بكل براعة لتلك المحاولات، وكان نجم المباراة دون منازع، ولولا جهوده في الدفاع عن مرماه لخرج فريقه فاقداً لنتيجة المباراة.. ولا ننسى أن مدربي الفريقين كانا في صراع طيلة الشوط الثاني، كل منهما يحاول استغلال نقاط القوة في فريقه ونقاط الضعف لدى الفريق المنافس، وقد حدثت عدة تغييرات مهمة في شكل أداء الفريقين، وكان فعلاً الشوط الثاني شوط المدربين كما يقال، وقد تذكرت الدوري الليبي وما يردده بعض المعلقين بعفوية أن الشوط الثاني شوط المدربين وسنرى ما يحدثه كل منهما، ولكن الحقيقة المرة لا توجد طريقة لعب في الأساس إلا عند وقوف اللاعبين قبل بداية المباراة، وبعد انطلاق اللعب يختلط الحابل بالنابل ويظل التجمع على الكرة سمة المباراة ولا تشاهد انتشاراً جيداً في الملعب ولا التزاماً بوظيفة مركز كل لاعب، فالكل يسعى إلى ركل الكرة إلى الأمام ومحاولة الضغط على الخصم والتسجيل للفوز بنتيجة المباراة دون وجود خطة واضحة للعب أو فرصة تعديل في طريقة اللعب من قبل المدربين، ولكن يظل يردد المعلقون كيف أن المدرب الفائز قد نجح في تعديل طريقة لعب فريقه وتحقيق الفوز، مع أنه لا توجد طريقة لعب في الأصل، وفي الحقيقة أن مجرد المقارنة بين كرة الاحتراف وما يحدث في كرتنا المحلية مجرد ظلم لأن هناك فارقاً كبيراً في الإمكانيات المادية والفنية، وللعلم فإن النجاح في تطبيق طريقة اللعب وتنفيذها على الوجه الأكمل يحتاج إلى التدرب عليها فترات زمنية معينة وتطبيقها بداية على خصم وهمي ثم خصم ضعيف وبعدها في مباريات مع فرق من درجات متفاوتة، إنها طرق اللعب المتطورة التي مازالت بعيدة عن أغلب فرقنا المحلية وتعوض في ذلك بزيادة اللياقة البدنية والتغلب على الخصم بالجهد وليس بالتكنيك الفني، وأخيراً نعود إلى المباراة التي كانت في منتهى الروعة من الطرفين وتكاملت لها كافة عناصر النجاح من مستوى تحكيمي متفوق، إلى تواجد الجماهير الغفيرة وتغطية الإعلام الرياضي إلى إبداعات اللاعبين والمدربين.