شوية صراحة .. متى نتعلم؟
من المؤكد أن كل لاعبي دوري الكرة الليبي الذي يسمونه (عبثًا) بالدوري الممتاز يتابعون كل دوريات الكرة في العالم خاصةً الدوريات والبطولات الكبرى في اسبانيا انجلترا وايطاليا وألمانيا وفرنسا هي التي تُعرف بالدوريات الخمسة الكبرى في أوروبا بالإضافة إلى مباريات البطولات علي مستوى المنتخبات والفرق في القارة نفسها وبقية العالم هم ينتظرون بشغف دوري الأبطال وتابعوا مؤخرًا مباريات اليورو وكوبا أمريكا وقبلها نهائيات كأس العالم، أمّا لماذا يتابعونها؛ فهم أولاً يُفترض أن يكونوا أكثر مَن شاهد المباريات والنجوم المَهرة وحُبهم للكرة هو الذي جعلهم لاعبين محترفين في دورينا يتقاضون أموالاً ويحظون بشهرة ومكانة اجتماعية لدى المشجعين في نواديهم وعامة عُشاق الكرة ومكنهم ذلك من خوض بعض التجارب الاحترافية في الخارج، وثانيًا أنهم يحاولون الاستفادة من النجوم العالميين الذين يعتبرونهم قدوة بغض النظر عن اختلاف انتماءاتهم للفرق والمنتخبات ويقلدونهم في الأداء والحركات بما في ذلك في الملابس والتعبيرات حين إحراز الأهداف وحتي في الحلاقة.
لاعبون في دورينا، الذي يسمونه مُمتازًا؛ يرون كل الفرق تُركز علي الكرة و تحترم المنافس وتنشغل بالأداء وتتقبل قرار الحكام سواء احترامًا أو تفاديًا للعقوبات الصارمة حتي ولو كانت بعض قراراتهم خاطئة ومؤثرة .
مع ذلك، ما نشاهده في ملاعبنا في جُل المباريات؛ يؤكد أن أكثر اللاعبين لم يتعلموا شيئًا من الدوريات الكبرى ومن مباريات الكرة العالمية عُمومًا، سواءً للارتقاء بمستوى الأداء أو حسن التصرفات، فنجوم الكرة في العالم، بصورة عامة، يتقبلون قرارات الحكام، ويحترمون بعضهم بعضًا، ويقبلون بالنتائج رغم تعرضهم للخسائر الكبيرة .
ملاعبنا؛ لا تستطيع أن تتابع مبارياتها حتي وهي دون جمهور فالسباب و الشتائم تنهال من جوانب الملعب وعشرات المتواجدين الذين يحاصرون الحكام بشتى أنواع الضغوط والإرهاب، ولاعبون يتربصون بأي حكم ليهاجموه بصورة جماعية بعيدة عن الرياضة والإنسانية، ويتكرر المشهد كل أسبوع .
دوري بهذا الشكل؛ لا علاقة له بالكرة والرياضة، وما نشاهده مهزلةٌ، ينبغي أن تتوقف، وما لم يتم ذلك؛ فلا حاجة لنا في دوري بعيدًا عن القيم ويجسّد الفتن والكراهية والتعصب هو أقرب إلى الفشل، بل هو فاشل.. ومتى نتعلم؟.