اراء

شوية صراحة

لماذا نخسر؟

عامر جمعة
عامر جمعة

اعتدنا للأسف في تعاملنا مع فرق الأندية والمنتخبات أن نبالغ سواءً وقد حققنا فوزًا ولو في مرحلة مبكرة فنشاهد المسيرات في الشوارع وكأننا حققنا كأس العالم أو بطولة قارية في حين أن هذه المشاهد لا نراها في العالم إلا إذا تعلق الأمر بلقب دولي أو في ديربي ويكون العكس تمامًا حين تلحق بنا الخسارة وكأنها جديدة علينا فنصب جام غضبنا على المدربين والمسؤولين واللاعبين دون تروٍ، وكثيرًا ما ارتبطت هذه الانتقادات بموقفنا الشخصي من بعض الأفراد أو المؤسسات.

ومادام الأمر كذلك؛ فلا أتصور أن واقعنا سيتغير لأن الله لا يغير ما بقوم حتى يغيروا ما بأنفسهم.

المشكلة يا سادة لا تتعلق بالخسارة ولا برئيس اتحاد يمكن أن يبعد وليكن ذلك وفق القانون ومن خلال الجمعية العمومية بما لا يعرضنا للعقوبات الدولية.

أما الخسارة فهي “ثلث” مباريات الكرة ولا منأى عنها وليست عيبًا ولولاها ما كان للفوز نكهة وربما كان العيب أن نفوز ونحن لا نستحق.

كل المنتخبات تخسر، إنجلترا بكل نجومها ودوريها الأقوى في الكون خسرت من المجر التي لم تنهض من كبوتها منذ عصر (بوشكاش) وفرنسا بطلة العالم مدعومة بمبابي وبن زيما هُزمت أمام الدانمارك ولست بحاجة لتوضيح مكانة الدانمارك في الكرة العالمية التي ترتفع مرة وتنخفض مرات ومع ذلك فازت ببطولة أوروبا عندما حلت بديلاً لصربيا بسبب حرب البلقان، وإسبانيا تترنح فلا تستطيع تحقيق الفوز وهي قبلة الكرة العالمية، وأنفق الخليفي ما أنفق وجلب ما جلب من نجوم ولم يفز بدوري الأبطال، ومصر فازت على غينيا بالكاد ولديها صلاح الذي يساوي عشرات أضعاف لاعبينا من حيث القيمة التسويقية، وخسرت المغرب بالثلاثة أمام أمريكا، وكرة القدم ليست لعبتها الشعبية ولدى المغاربة المئات من المحترفين ضمنهم بونو وأحد أغلى مدافعي العالم ومدربهم يتقاضى أضعاف مرتب مارتينيز.

نحن أبعدتنا السودان من كأس العرب وهي التي تتلقى الهزائم وآخرها ثلاثية من موريتانيا.

نحن لا نتخلف في الرياضة فقط كيف هو حال التعليم وما قيل عنه مؤخرًا وكيف حال الكهرباء وتتكرر عندنا أزمة الوقود ونحن دولة مصدرة للنفط وتونس مركز مهم لعلاجنا وهي في الرياضة رغم فقرها بطلة أفريقيا في السلة ثلاث دورات متتالية في وجود أنغولا والسنغال وعالمية في كرة اليد والطائرة ولديها أنس جابر وقبلها القمودي والملولي وتتأهل لكأس العالم ونحن نفوقها في عدد الاتحادات والمشاركات وبسبب ذلك فقط يدور الصراع في الوسط الرياضي.

ونضفي على ملعب بنينا ( هالة ) وكأنه عش العصافير وليس لدينا سواه وليس لدينا محترفين إلا في بعض البلاد العربية ولا كوادر مؤثرة في العالم بعد بشير الطرابلسي.

المسألة يا سادة مرتبطة بإعادة البناء في الرياضة وفي غيرها، ولن يتحقق ذلك بين يوم وليلة في ظل ظروف لست أعلم منكم بها، إذا تجاوزنا هذه المرحلة بشرط أن توكل الأمور لأهلها وبالقدرات البينة قبل الشهادات.

ريميسا:

الأندية الكبيرة التي تسعى للألقاب والبطولات في حاجة إلى رؤساء قادرين على دعمها ماليًا أو من خلال الاستثماراتـ أو التخلي عن إدارتها لآخرين تتوفر فيهم المقومات.
ألا ترون أن أندية أوربية كبيرة يترأسها رجال أعمال من دول أخرى في إنجلترا وإيطاليا وفرنسا.. فزمن الاعتماد على الدولة قد مضى وفات.

زر الذهاب إلى الأعلى