يظل اختيار لاعبي المنتخبات اختصاصًا أصيلًا للمدربين الذين يُكلّفون بهذه المهمة لأنهم وحدهم الذين يتحملون مسؤولية النتائج وكانوا دائمًا الضحية عندما يحصل الإخفاق مع أن الإخفاقات التى تحلّ بكل الفرق والمنتخبات وأدت في كثير من الأحيان إلى فقدان الألقاب الكبيرة كان سببها أخطاء ساذجة وقع فيها اللاعبون، وكم من لقب مهم ضاع في لحظات لأن نجمًا مرموقًا أضاع ركلة جزاء أو هدفًا محققًا، وآخر تسبب في ركلة جزاء مجانية بلا مبرر، وكم من لاعب كبير ارتكب حماقة فطرد بالبطاقة الحمراء وفريقه في أمسّ الحاجة إليه، وآخر أساء السلوك فنال الصفراء التي حالت بينه وبين المشاركة في مباراة مصيرية قادمة، ومع ذلك كله فإن الإخفاق كان دائمًا وزرًا ثقيلًا يتحمله المدربون.
ورغم ذلك، ظهر علينا خلال الفترة الماضية بعض المحللين ممن تدخل في اختيارات مدرب المنتخب الوطني لكرة القدم السيد (مارتينيز ) وانتقد اختياراته بطريقة غير مألوفة لا تتعلق بوجهة نظر وإنما بطرح أسماء لم يخترها، والمطالبة بإبعاد أسماء أخرى وضع فيها ثقته.
هذا لا يعني أنني شخصيًا مؤيدٌ لاختياراته أو حتى لاختياره كمدرب، لكن طالما حمل المسؤولية فهو المسؤول عن النتائج مثله مثل كل المدربين في العالم.
تُرى ما ذا سيحصل لو أن المدرب استجاب لاقتراحاتهم واستبدل الأسماء التي اختارها بالأسماء التي اقترحها بعض عباقرة التحليل ثم جاءت النتائج سلبية؟ هل سيتحمّلون الإخفاق؟
الإجابة واضحة فهم سينغضون رؤوسهم وستتمحور فلسفتهم في انتقاد طريقة اللعب وتحميل المدرب المسؤولية مع أن أمثال هؤلاء الفضوليين لا يجيدون من فنون التدريب سوى الكلام وبعضهم لم نسجل له تجارب ناجحة.
ولقد تعاقب على تدريب منتخبنا عشرات المدربين لكن نجومنا الكبار المعتزلين وما أكثرهم لم يتدخلوا في الاختيارات، فكيف يحدث هذا ممن لا يملكون في رصيدهم مباراة واحدة مع المنتخب عالقة في الأدهان؟
ليتركوا التحليل لأهله وليتحولوا للتدريب وماداموا يفقهون في شؤونه كما يتظاهرون ليريحوا المشاهدين من تحليلاتهم ومثلما يتكلمون عن المدربين هناك من سيقول لهم إن هناك من يجيد التحليل أفضل منكم، ولنرَ ماذا سيقدمون كمدربين؟ وهل سيسمحون بالتدخل في اختصاصاتهم؟