اراء

شوية صراحة:

الاتحاد والأهلي؛؛

عامر جمعة
عامر جمعة

يبدو أننا أصابتنا عدوى الصراع المزمن بين الأهلي والزمالك، بما أصبح يهدد الرياضة المصرية بل المجتمع المصري برمته، وقد اشتدت المناوشات غير المبررة خلال الفترة الأخيرة بين مشجعي الأهلي بطرابلس والاتحاد، بل إنها تعدت ذلك لتصبح صراعاً خارج الملاعب مليئاً بالشتائم والتهم والتشكيك والكذب وحجب الحقائق،
كيف يحدث هذا واأنتم تدّعون حب الرياضة وكرة القدم على وجه الخصوص، ونشاهدكم بالآلاف تتابعون مباريات الفرق العالمية، ولا أظن أن هذه المشاهدة (الغريبة) قد أفادتكم شيئاً، وترون بأعينكم كيف تكون المنافسة والمعاملة بين اللاعبين والإداريين والمدربين قبل وبعد المباريات مهما كانت قسوة النتائج وهم يتصافحون؛؛
لينشغل كل طرف بخصوصياته ليكون تفوقه في الملعب وفق القوانين، فلا جدوى من ترهات المقارنة بين القطبين، وإذا استمرت الأمور كما هي عليه الآن فلا أقطاب بلا ألقاب؛
الاتحاد هو الاتحاد والأهلي هو الأهلي، وكلٌ منهما يكتب تاريخه بأجياله وإنجازاته، كما هو حال كل أندية العالم لتكون أفضلية أحدهما على الآخر في الملعب حين المباريات وكل النوادي مهما كثر إشعاعها قد تواجه انتكاسات، والأداء في عالم الاحتراف مرتبط بالمدرب والإمكانيات والدعم الجماهيري والمفاضلة لا يعقل أن تكون بالسباب والتهم والتهكم والاستخاف بالآخرين وطمس الحقائق وتزوير التاريخ واللجوء إلى رخيص القول والحقد والكراهية والإساءة إلى المؤسسات،
الصراع في الملاعب محتدم بين الريال وبرشلونة وبين ريفر بليت وبوكا جنيور والإنتر والميلان والرجاء والوداد على سبيل المثال فلماذا نخرج عن القاعدة؟
ثم إن اللاعبين الذين يرتدون غلالة الأهلي كانوا يرتدون غلالة الاتحاد والعكس بالعكس وينبغي احترامهم،
ألا تشاهدون عدم احتفال النجوم بأهدافهم التي يسجلونها في شباك فرق كانوا يلعبون في صفوفها تقديراً لها؟
أي جدل هذا الذي يحدث عبر المواقع وليته اقتصر على المشجعين لأنهم يختلفون في الثقافة والعقليات والأخلاق، لكن ليبتعد المسؤلون وأشباه الإعلاميين والمخربشون عن هذه الترهات، لأن هذا التفاخر الخارج عن الأدب لن يغير من الواقع شيئاً، فالمقارنات بين النوادي من خلال الألقاب والنتائج،
لا بأس من المناكفة المحترمة التي تضفي الإثارة والتشويق، غير ذلك سيبقى كل شيء مسيء في سلة المهملات،
لماذا لا نتعلم لنعطي المنافسة بين فرقنا، عموماً نكهة وإثارة لا تخرج عن النص والمسلم لا ينبغي أن يكون لعّاناً أو نماماً أو كاذباً أليس كذلك؟

زر الذهاب إلى الأعلى