من الأهمية بمكان أن تكون الاستعانة باللاعبين المحترفين الأجانب في الدوري الليبي لكرة القدم مدروسة، مبنية على أسس حتى تحقق الفوائد المرجوة،
لكنني لا أظن أنها تتم كذلك رغم اعترافي بنجاح عدد منهم قياساً بدورينا وليس بدوري آخر، وإن كانت فرقنا عموماً كبيرها قبل صغيرها لم تحقق لقباً قارياً ولا أرى وجود الأجانب مُهماً، إلا إذا كان هو الهدف فاللقب المحلي حققته الفرق بإسهامات اللاعبين المحليين في أكثر من مناسبة، مع اعترافي أن الأمور قد تغيرت الآن وقد أصبح اللاعب الأجنبي متاحاً أمام كل الفرق، وقد كان حكراً على عدد مُعين وتحديداً الفرق الكبيرة الأكثر إمكانيات،
لقد نجحت تجربة الأجانب في أغلب بلاد العرب، أما في ملاعب أوروبا وبقية العالم فهي ليست جديدة، وما كان لفرق مثل الريال وبرشلونة والبايرن واليونايتد والميلان وهي المسيطرة على دوري الأبطال أن تتبوأ الصدارة سابقاً ولاحقاً، إلا بإشعاع النجوم المحترفين الأجانب وخاصة من أمريكا اللاتينية،
وإذا نظرنا للألقاب المحلية فإن الفرق التي هيمنت عليها في السنوات الأخيرة معروفة وظلت السيطرة للاتحاد والأهلي طرابلس والنصر، في حين غاب الأهلي بنغازي عن منصات التتويج طويلاً وكل هذه الفرق استعانت بلاعبين أجانب وتفاوتت تأثيراتهم بين الإيجاب والسلب، لأنهم في الغالب لم يكونوا من كبار النجوم ولم تكن لهم ميزات زائدة عن نظرائهم المحليين، بل إن بعض المحليين كانوا أكثر تألقاً،
ولأن الاستعانة باللاعب الأجنبي لم تعد حكراً على الكبار بل هي مرتبطة بالمال والذي أصبح متاحاً أمام فرق كل المدن، فإن الدوري الحالي شهد لاعبين أجانب مع الفرق الصغيرة أكثر إشعاعاً، كما هو الحال مع الأخضر والاتحاد المصراتي مثلاً،
لكن هل يمكن لهذه الفرق أن تنهي احتكار اللقب وقد صرفت أموالاً وفرضت نفسها منافساً صعباً طوال مباريات المجموعتين، وإذا لم يتحقق ذلك فإن تفادي الهبوط هو أفضل إنجاز، وسيظل اللقب محصوراً بين الكبار حتى إشعار آخر؛؛