يبدو أن المشاركة في بطولات الأندية الأفريقية بالنسبة لفرقنا المحلية أصبحت في حد ذاتها “هدفًا” دون النظر إلى ما تحقق من نتائج.
وبما أننا سنشارك هذه المرة بالأربعة فإنه يمكن القبول بهذه النظرة بالنسبة لفريق الأخضر ويمكن أيضًا أن نراها خطوة جيدة بالنسبة له كفريق مجتهد أراد أن يدخل عالم الاضواء الخارجية التي لم يعهدها من قبل لعلها تكون محفزة له لما هو أفضل في الداخل قبل الخارج.
أما بالنسبة للفرق التي تعددت مشاركاتها وهي التي في الواجهة الآن مثل الاتحاد والأهلي طرابلس والنصر فإن المشاركة من أجل المشاركة شعار ينبغي أن يختفي من عقلية المسؤولين واللاعبين والمشجعين وأعلم أن فرقًا أخرى خاضت من قبل تجربة أفريقية بغض النظر عن كيفيتها لكنها الآن ليست بعيدة فقط عن الساحة الأفريقية بل ابتعدت عن المنافسة على الصعيد المحلي مثل المدينة والتحدي على سبيل المثال لا الحصر.
لا أدري كيف ستكون مشاركة الفرق الثلاثة صاحبة التجربة المتعددة هذه المرة وإذا لم يحدث جديد فإنه آن الأوان أن نعترف أن كل المشاركات السابقة وإن كانت إيجابية في بعض المرات وفي مرحلة ما إلا أن المحصلة واحدة وهي (خيبة مستمرة) لا جدوى من تضخيمها لم يتعد صداها اكثر من المفاخرة بينها محليا فيما يتعلق بدور متقدم ليس إلا مع ان الدور المتقدم لا يعني شيئًا ولا يصلح أن يكون المبتغى الذي نردده في كل مرة لأن رحلة البحث عن لقب قاري تظل فاشلة.
أعرف أن رأيي هذا سيعرضني لحملة من الانتقادات وما هو أكثر لكن إذا كانت صراحتي تؤلم غيري فإنها راحة لذاتي لأن الحديث عن التألق الأفريقي مجرد (كذبة) يحاول البعض أن نصدقها لتظل هي سقف الطموحات مع تعاقب الأعوام وتعدد المشاركات مع أنني لن أنسى وصول بعض فرقنا إلى دور نهائي في كأس الكؤوس ونصف نهائي دوري الأبطال المسابقة الأكثر أهمية وأعلم أن بعض فرقنا فازت على أكبر فرق القارة مثل الأهلي القاهري ولربما كان الأهلي بنغازي هو الفريق الوحيد في القارة كلها الذي فاز عليه ذهابًا وإيابًا رغم أنه لعب في تونس.
إن الفرق الكبيرة في أفريقيا هي الفائزة بدوري الأبطال على وجه الخصوص مثل الأهلي القاهري والزمالك والوداد والرجاء والترجي ومازمبي وصن داونز وهي التي في الصورة الآن بسبب الاحتراف والمال، وقد اختفت فرق أخرى كان لها نصيبها من الألقاب ونحن لسنا منها، ومع ذلك فهي لا ترى الوصول إلى نهائي دوري الأبطال وفقدان المباراة إلا فشلاً ثقيلاً ونحن لم نكن حتى من ضمن أبطال الكونفدرالية فكيف نظل نفخر بدور متقدم قديمًا أو حديثًا وهو لا يعني شيئًا.
ولأن البداية الجديدة قاب قوسين فإن دخول قائمة الشرف الخاصة ببطولات أندية أفريقيا تتطلب نوعية خاصة من اللاعبين والمدربين لمقارعة الكبار ونحن لسنا منهم بدلاً من التركيز على صراع داخلي مزيف خرج عن نطاق المعقول.