صحوة المنتخب التونسي.. وهل نستفيد من ذلك؟
الفريق التونسي الذي يشارك في النهائيات الأفريقية بالكاميرون لم تكن بدايته متوقعة بهذا الشكل، حيث خسر مباراتين ولم يحقق الفوز إلا على موريتانيا وترشح من ضمن أسوأ الفرق الأربعة في الترتيب الثالث.
صحيح أن الفريق واجهته صعوبات عديدة لعل أهمها إصابة 12 لاعبًا بوباء كورونا ثم لحق بهم المدرب وبعض أفراد الطاقم الطبي واهتزت صورة الفريق في نظر الكثيرين, رغم أنه كان أحد الفرق المرشحة للعب في الأدوار النهائية.
ولم يرحم الإعلام الرياضي المدرب التونسي ولا اللاعبين ثم جاءت القرعة لتضاعف مأساته حيث سيواجه في التصفيات الربع النهائي فريق نيجيريا القوي والذي فاز في مبارياته الثلاثة الأولى وتحصل على العلامة كاملة، وبذلك رجحت معظم التكهنات الفريق النيجيري للفوز والانتقال لمرحلة الربع النهائي بكل ثقة وهدوء وهذا ما أكده مدرب الفريق النيجيري عندما اتصل به رئيس الجمهورية صباح يوم المباراة وطمأنه المدرب بحتمية الفوز وقد قدم بذلك خدمة للفريق التونسي الذي أشعل النار في معسكره وأصر على ضرورة إثبات الوجود ورد الاعتبار للكرة التونسية.
وبفضل من الله تم شفاء ثلاثة من اللاعبين الأساسيين والتحقوا بالفريق الذي انتقل بدوره للعب في مدينة أخرى على الحدود النيجيرية ولهذا ساندت الفريق النيجيري جماهير كثيرة.
المهم، تكاتف الجميع، رئيس البعثة ومساعد المدرب واللاعبين وقرروا مواجهة الواقع بشجاعة، وظهر ذلك واضحًا من خلال ترديدهم للنشيد الوطني التونسي قبيل المباراة والحماس والروح المعنوية العالية التي لعب بها الفريق المباراة.
ونجحت الخطط الفنية التي أعدت ونفذت بشكل جيد وتألق يوسف المساكني ولعب مباراة العمر وسجل هدف الفوز للفريق ومنح لقب نجم المباراة.
واستطاع الفريق التونسي أن يكون ندًا قويًا للفريق النيجيري وأن يتفوق عليه بهدف دون ردٍّ، واستطاع أيضًا خلق فرص عدة أخرى للتسجيل لو تم استغلالها.
وهكذا تغلبت تونس على كل الظروف التي واجهتها واستطاعت الفوز والترشح لمرحلة الربع النهائي.
ويا ليت ذلك يحدث لاتحادنا لكرة القدم ويحدث صدمة كروية لواقعه الكروي، فبعد خروجنا من البطولات الثلاثة العربية والأفريقية والمؤهلة لكأس العالم لم يحدث أي تغيير فقد تم استدعاء المدرب الإسباني، الرجل الذي لم يعد يتابع في تطورات كرة القدم بحكم السن، صحيح أنه أحد المدربين الكبار المعروفين في إسبانيا والعالم، لكن له أكثر من عشر سنوات لم يمارس مهنة التدريب ويعتبر من المتقاعدين في هذا المجال.
المهم، اختار المدرب 24 لاعبًا دون متابعة لمباريات الدوري وانطلقت تدريباتهم في معسكر بمدينة طرابلس استعدادا للتصفيات الجديدة، وكالعادة لم يتم وضع لجنة فنية جديدة أو إدارة للكرة من المؤهلين بذلك أو ضم بعض الشخصيات المؤثرة التي لها تاريخ رياضي وتتابع النشاط الكروي والتي قد تساهم في عودة الثقة للفريق والشعور بالمسؤولية والمشاركة في متابعة وضع التشكيلة حتى لا تتكرر سلبيات المرحلة الماضية.
لكن يبدو أن وضعية الاتحاد العام غير قادرة علي فعل أي شيء ينقذ الكرة الليبية، ولهذا فمن الآن فليستعدوا للخروج من التصفيات كما اعتدنا منذ مجيئهم ثم نظل نتحسر على ضياع الفرصة وعدم تأهلنا، ويظل الفريق الوطني مجرد ضيف يدخل ويخرج من التصفيات دون معنى، والله يجازي من كان السبب في ضياع الكرة الليبية التي على الأقل؛ فازت يومًا ما ببطولة المحليين الأفريقية في جنوب أفريقيا.