اراء

عقول منفلتة وعشوائية مرتبكة!!

علي العزابي
علي العزابي

حالة التخبط هذه، والاستغراق في اللاوعي والتوهان المسيطر على العقول المنفلتة في اتخاذ القرارات العشوائية المرتبكة، لايزال يُلقي بظلاله القاتمة على المشهد الكروي في ليبيا، ولم يتوقف فيه ولم يتعظ مما وقع على كرتنا من مآسٍ خلفتها أيادي تقود دفة اتحادنا العام إلى منحدر ومنزلق خطير سيؤدي بِنا إلى مزيد الكوارث والمصائب، ولن أُعدد أو أحصي ما حدث للكرة الليبية في ظرف السنوات الثلاث أو الأربع الأخيرة من انهيار على كافة المستويات، رغم التحذير من الوقوع فيها والتخفيف من وطأتها على الأقل، لكنها في كل مرة تزداد شدة وضراوة وقسوة على قلوب عشاق ومحبي الألوان الوطنية، مثال بسيط خرجنا من كل التصفيات شان وكان ومونديال وكأس عرب في زمن قياسي، وكلها من تحت رأس اتحاد الكرة الحالي ومَن يسوسه ويترأسه وغصبا عنا جميعاً محللين ومدربين وإعلاميين وعامة الوسط الرياضي، اتحاد الكرة بشحمه ولحمه يُصر على التعاقد مع العجوز كليمنتي رغم انتهاء صلاحيته التدريبية ودخوله في عالم المتقاعدين كروياً، لكن اتحادنا المحلي أرضخنا لمشيئته ورغبته وفرض علينا هذا الدكتاتور الباسكي، الذي لوّث سُمعتنا أمام الفيفا، واشتكى علينا بداعي عدم الحصول على حقوقه المادية المتراكمة، فما كان منه وبفضل عناده إلى أن أخرجنا من كل تصفيات الدنيا وجعلنا أضحوكة بين بقية الدول الأخرى واتحاد الكرة لم يُحرك ساكناً.. ولم يحاسبه ولم يقم بتخفيض مرتبه لأن كليمنتي كان أقوى من اتحاد الكرة الليبي، وأقوى مِن رئيسه وكل أعضائه، لذا كان له ما أراد وبمجرد أن ودعنا التصفيات المونديالية قطر ألفين واثنين وعشرين عاد إلى بلاده في رحلة سياحية مفتوحة قد تطول وقد تقصر!!

اتحاد الكرة وتماهياً مع كل قراراته المتسرعة والعشوائية وحتى يودع السنة الحالية ويستقبل عامها الجديد ومن دون مقدمات، أعلنها صراحة وعلى رؤوس الأشهاد أن دوريه السداسي سيلعبه خارج حدود الوطن بسبب عدم وجود الملاعب الصالحة للعب، ما يوحي بأن ليبيا غير قادرة على إكمال دوريّها المحلي، وضمنياً غير قادرة على استقبال الفرق الأفريقية على ملاعبها، ما يُعطي مبرراً واضحاً وعملياً لأهل الكاف، على عدم إقامة المباريات الرسمية من داخل ليبيا، مستندين على رأي المسؤول المباشر على الكرة الليبية الذي يدعو إلى اللعب في إحدى الدول المجاورة، مانحاً إياهم فرصة من ذهب وهم الذين ينتظرون أية عثرة لأجل إعادة الحظر من جديد على ملاعبنا، والتي باتت في نظرهم عاجزة وغير قادرة على استضافة من يمكن استضافتهم من فرق ومنتخبات تطمح للعب في ليبيا، وتطمح لأن ترى ليبيا في أفضل صورة وأحسن حال.

زر الذهاب إلى الأعلى