اراء

على أبصارهم غشاوة؛؛

شوية صراحة

عامر جمعة
عامر جمعة
لا أدري إن كان المسؤولون في بلادنا سواء بالمجلس الرئاسي أو مجلس الدولة أو بمجلس النواب أو بالحكومات المتعاقبة التي تنازعت وتبادلت السلطة، بما في ذلك خلال الفترة التي كان الوطن فيها يخضع لحكومتين، يحبون الرياضة أو على الأقل لديهم ولو قليلاً من الشغف بها، وأنا شخصياً لا أظن ذلك ولا أراها تُمثّل عندهم إلا شيئاً ثانوياً، مع أن العالم عامة يعطيها الأولوية ويحرص على إسناد مؤسساتها لأهل الاختصاص ولرياضيين تتوفر فيهم بقية الشروط اللازمة لعضو في حكومة وفق الكفاءات، ولا يأتي ظني هذا من فراغ أو تجنٍ على أحد لأننا كمحبين للرياضة لم نرَ شيئاً من اهتمامهم جميعاً على اختلاف مواقعهم ومسمياتهم يؤكد أنها على الأقل ضمن أجندتهم بقدر ما اهتموا بشؤونهم الخاصة قبل العامة، وحرصهم على مواقعهم والانشغال بصراعات لا تحقق نهضة الوطن، ويبدو أن على أبصارهم غشاوة، ولو لم يكونوا كذلك فهم يشاهدون الدول من حولنا كبيرة وصغيرة غنية وفقيرة تشيّد المنشآت الرياضية العملاقة وتحتضن البطولات العالمية، ويرون فرقنا تتنقل بين دول أخرى لتستأجر ملاعبها، علاوة لما يسببه الترحال من أتعاب مادية ومعنوية وكأنهم فرق لاجئة لا حول لها ولا قوة.

ومع أن اتحاد الكرة قد ينقل مباريات السداسي لملاعب خارجية لأسباب لا تتعلق فقط بنقص الملاعب وعدم صلاحيتها، إلا أن ما يحدث يؤكد النظرة المتخلفة للرياضة قديماً وحديثاً؛

إن تشييد ملعب أو قاعة لا يحتاج إلا لفترة محدودة من الزمن في وجود الأموال والتقنية والشركات المتخصصة العملاقة، ولا أعتقد أن الإمكانيات المادية هي التي تحول دون ذلك، لكن تقدم الدول يتحقق بالحب والانتماء والحرص والإرادة وأن توكل الأمور لأهلها؛؛

زر الذهاب إلى الأعلى