ريميسا لايت

علي البسكي.. حكاية طفل أحب الكرة فصار “أسطورة الفرسان”

في صمت، رحل أحد نجوم الكرة الليبية خلال ستينيات القرن الماضي، اللاعب والهداف علي البسكي، الذي وافته المنية مساء أمس الأربعاء، عن عمر يناهز 76 عامًا، بعد صراع مع المرض، خاض خلالها رحلة علاج في تونس لمدة عامين رفقة ابنه.

حفر “البسكي” اسمه بأحرف من نور، في تاريخ الكرة الليبية كمهاجم بارع، يصل المرمى من أقصر الطرق، وكان ظهوره في أي مباراة يعني إرباك حراس المرمى، وخلخلة الدفاع، فهجمته بهدف.

من أزقة طرابلس إلى الأندية الكبرى

البداية، كغيره من نجوم جيله، كانت بأزقة وحواري مدينة طرابلس القديمة، قبل أن يبدأ مسيرته الاحترافية داخل المستطيل الأخضر في أروقة نادي الترسانة، وكان أحد فرق دوري الدرجة الثانية وقتها، بعدها انتقل إلى نادي المشعل الرياضي.

طموح بلا حدود

طموح “البسكي” الذي لا حدود له، ومهاراته وموهبته، أهلوه للالتحاق بأندية طرابلس الكبرى: “الأهلي طرابلس، والاتحاد، والمدينة”، حمل خلالها لقب هداف الدوري الليبي مرتين مع المدينة والاتحاد، والذي ختم معه مشواره مطلع سبعينيات القرن الماضي، ومع بزوغ نجمه تلقى عدة عروض للاحتراف من أندية كبيرة هي الأهلي المصري والزمالك، لكن المسئولين في ليبيا رفضوا فكرة الاحتراف في ذلك الوقت في الدورة العربية بالقاهرة.

أسطورة ليبية

“كنت صغيرًا أحب الكرة بشكل كبير، ولم أكن أتصور أني سأكون يوما ما لاعباً شهيراً”، بتلك الكلمات تحدث “الأسطورة الليبية” عن نفسه، مستعيدًا ذكريات الماضي، قائلا: ” أحمل ذكريات كثيرة في كل الأندية التي لعبت لها، وأحمل للجميع من الجماهير الرياضية في كل مكان الحب والتقدير والاحترام”.

الرياضة بحسب وصفه “تنافس شريف ينتهي مع زمن المباراة” هدفها الأول محاولة إمتاع الجمهور، تلك هي كلمة السر التي صنعت أسطورة نجوم الستينيات عامة و”البسكي” على وجه الخصوص، حيث يقول: “حب الناس هو أجمل وأعظم هدية حصلت عليها من كرة القدم”.

وأضاف: “كنا نحاول إمتاع الجمهور، فالرياضة عندنا هي تنافس شريف ينتهي مع زمن المباراة، لو توفرت الإمكانيات الحالية التي يتمتع بها لاعبو المنتخب الليبي للمنتخب في الستينيات، كنا حققنا كل البطولات وصنعنا الإعجاز، لأن الموهبة كانت متوفرة في كل مراكز اللعب، وكان الحب يجمعنا من أجل اسم ليبيا”.

مسيرة حافلة

مثّل “البسكي” ليبيا في 44 مباراة دولية في مسيرة ختمها عام 1970، لعب فيها مع الكثير من اللاعبين، كانوا على قلب رجل واحد لرفع اسم ليبيا عاليًا.

وفي المحافل الدولية، كان له باع كبير، إذ سجل رباعية كاملة في أول لقاء له في الدورة العربية الأولى بالمغرب عام 1961 في شباك منتخب السعودية، والتي انتهت بفوز المنتخب الليبي 1/5، وكان من أصغر لاعبي الدورة، وفي الدورة العربية الثانية بمصر عام 1965 انتزع لقب أحسن هداف في الدورة بعدد 14 هدفًا، وهو أعلى رقم في الأهداف المسجلة حتى في تاريخ البطولة الآن، كما اختير في الدورة ضمن أفضل 3 لاعبين رفقة السودانيين جاكسا لاعب وأمين زاكي، وضمن أحسن 11 لاعباً أساسياً لمنتخب العرب.

أرقام قياسية

حطم “البسكي” الأرقام القياسية مع أنديته والمنتخب، وحتى في المحافل الدولية، فكما كان صاحب الرقم القياسي لعدد الأهداف بالدورة العربية، حقق إنجازا تاريخيًا مع المنتخب الليبي بـ480 هدفًا، رغم أنه لم يسجل في المسابقات المعتمدة لدى الفيفا “تصفيات أفريقيا وتصفيات كأس العالم”، وذلك بسبب قلة المشاركة للمنتخب الليبي حينها.

وفي دورة كأس العرب التي أقيمت في العراق عام 1966، تحصل علي البسكي على هداف الدورة بعد فوز منتخبنا الليبي على منتخب عُمان بنتيجة ثقيلة بلغت 21 هدفاً مقابل صفر كان نصيبه منها 7 أهداف.

وهذه إحصائية للمباريات التي سجل فيها مع المنتخب أكثر من 3 أهداف:

– سجل (7) أهداف في مباراة ليبيا وعمان 1966 م.
– سجل (5) أهداف في مباراة ليبيا واليمن 1966 م.
– سجل (4) أهداف في مباراة ليبيا و السعودية 1961م.
– سجل(4) أهداف في مباراة ليبيا وعمان 1965م.
– سجل (4) أهداف في مباراة ليببيا ولحج 1965م.

زر الذهاب إلى الأعلى