عندما يزأر صامويل!
هيبة أية دولة من هيبة وقوة وشخصية رئيسها، وهيبة أي اتّحاد محلي أو عربي أو قاري كذلك من هيبة رئيسه..!
صامويل إيتو الفهد الكاميروني الأسمر الفتاك في هزّ الشباك والهدّاف التاريخي لكأس الأمم الأفريقية برصيد ثمانية عشر هدفاً، وأحد أبرز نجومها الذين احترفوا في أقوى الأندية الأوروبية، وفي طليعتهم برشلونة الإسباني، وقف في وجه رئيس الفيفا جيانو أنفانتينو الذي كان ينوي تأجيل الكأس الأم إلى الصيف المقبل، وأصرّ إيتو العنيد على أن تُقام في الكاميرون بلاده التي يترأس اتحادها. ولم يكتفِ إيتو بهذا الموقف الثابت الذي أصرّ عليه ونجح في تنفيذه، وأفشل بموجبه خطة السيد جيان الذي كان يتماهى مع مطالب الأندية الأوروبية رغبتها بعدم إقامة الكأس الأفريقية هذا الشتاء، حتى تضمن بقاء المحترفين الأفارقة في صفوفها والاستفادة منهم بأقصى ما يمكن. بيد أن الحلم الأنفانتينو تبخّر أمام الإصرار الذي أبداه صامويل إيتو في تنظيم البطولة في موعدها مهما كانت الصعوبات، وأن الكاميرون على أتم الاستعداد لاحتضان العرس الأفريقي، وسانده في ذلك رئيس الكاف الملياردير الجنوب أفريقي موتوسيبي الذي أعلن ومن دون تردد أن الكان كاميرونية وسيكون في ياوندي لحضور البطولة مرفوقاً بكامل عائلته.!
صامويل زأر في وجه الفيفا وطالبه بتوزيع عادل في استضافة كأس العالم لكرة القدم بالتساوي بين جميع القارات، ومن بينها القارة الأفريقية، وأن لا يكون أنفانتينو منحازاً للأوروبيين وأن يعمل على زيادة عدد مقاعد أفريقيا بالمونديال، وهو الشيء الذي رفضه رئيس الفيفا وعلّق عليه بشكل أثار حفيظة إيتو، ما حدا بالأخير إلى الانزعاج وإعلانه صراحة أن المنصة الشرفية بملعب أحمد أهيدجو في حفل افتتاح الكان 2022 ستكون مخصصة لأساطير الكرة الأفريقية، مثل روجي ميلا وجورج ويا والخطيب وماجر وغيرهم، لأن العرس أفريقي وهؤلاء وغيرهم هم أبناء القارة، وعلى السيد أنفانتينو أن يجلس في الصف الثاني من المقصورة حيث لا يعقل والكلام لإيتو أن يكون هو في الأعلى وروجي ميلا في الأسفل!!
ما يُفهم ضمنياً أن حالة من التحدي ورد الفعل والفعل المضاد بين الرجلين قد بدأت، وستكون لها تداعيات وقرارات صعبة قد تكون لها ارتدادات عنيفة خاصة من الناحية الإعلامية، من ينتصر فيها سيكون له تأثير كبير على الكثير من القضايا التي تخص الكرة الأفريقية والتحولات المثيرة التي قد تشهدها مستقبلاً.