رغم أنني لست من مشجعي النادي الأهلي في مصر؛ إلا أنني أرى فيه من المميزات عن بقية الأندية في مصر وفي البلاد العربية وفي أفريقيا وحتى على مستوى العالم مما جعلني شديد الإعجاب بالطريقة التي يدار بها النادي عبر تاريخه الطويل، والتي ظلت تحافظ على نظمها وتقاليدها بغض النظر عن تعدد المسؤولين الذين تعاقبوا على رئاسة هذه المؤسسة الرياضية الكبيرة وإن احتفظ صالح سليم بمركز الريادة على اعتبار أنه هو الذي وضع الأساس لنظام إداري حازم ولوائح وقيم جعلته رمزًا لا يقارن بآخرين.
هذه النظم والتقاليد والصرامة والحفاظ عليها؛ جعلت النادي يحتل مكان الصدارة في مصر وأفريقيا ويسعى لأن يكون كذلك في العالم وإن كان ذلك بطموح ليس إلا لكنه لا يتوقف.
ولأن الرياضة في كل العالم أصبحت تدار بطريقة احترافية وأصبح الااحتراف هو العامل الأول لرقي الفرق والمنتخبات؛ فإن هذا النظام كان ينبغي أن يكون مسلك الأهلي للعالمية التي ينشدها ويملك مقوماتها بما توفر له من دعم من أفراد وشركات في مصر وخارجها ومساندة جماهيرية لا تقل عن أي نادٍ آخر كبير في العالم، إن لم تتفوق.
إلا أن مايثير التساؤل؛ هو الطريقة التي يعامل بها النادي على اختلاف رؤسائه كل النجوم الذين تحولوا منه إلى أندية أخرى بسبب أو دونه، لدرجة اتهامهم بالخيانة وتجاهلتهم الإدارات فحرمتهم من حقهم في التكريم ومباريات الاعتزال بل ظلوا كذلك محاربون من وسائل الإعلام الموالية للنادي، وما أكثرها وهو الذي يسيطر على شركاتها الدعائية العامة والخاصة ولاحقتهم صيحات الاستهجان عندما لعبوا في صفوف فرق أخرى، والأمثلة كثيرة ولعل أبرزها ما حصل مع الحارس الدولي العملاق عصام الحضري وهو الرمز الأول للاعبي مصر قبل الخطيب على ما أحيط به من دعاية التي لم تمنعه أمجاده وألقابه ومساهماته الفريدة مع الأهلي من كراهية تلاحقه حتى إنه لم يعد بوسعه دخول النادي ويحارب أينما اتجه وفي أي مجال، وكذلك كان الأمر مع لاعبين آخرين مثل حسام وإبراهيم حسن وإكرامي وحسام عاشور وأحمد فتحي ورمضان صبحي، وقبلهم جمال عبدالحميد مع أن الأهلي ظل يستقطب كل النجوم الذين برزوا في الأندية الأخرى بما توفر له من أموال وما كان ليحصد ما حصد من ألقاب وبطولات لولا حسام وإبراهيم حسن وجمال عبد الحميد وأحمد حسن وبركات وخالد بيبو ومحمد فضل وعبدالله السعيد وأبوتريكة وطارق السعيد وغالي وكهربا ورضا عبدالعال ونجوم آخرين، وكلهم جاءوا من أندية أخرى.
وقد يقول قائل إنه نظام الاحتراف، لكن كان على الأهلي أن يحترم قوانين هذا النظام عندما ينتقل بعض لاعبيه إلى أندية أخرى لكنه تجاهل ذلك واعتبرهم (مارقين) يلاحقهم السباب واللعنات مدى الحياة، إنها العنصرية بعينها وهي سياسة مرفوضة في كل نوادي العالم ونلاحظ كيف ينتقل النجوم الكبار بين النوادي ويقابلون بالاحترام من نواديهم السابقة ويرفضها النظام الرياضي العالمي وحتى منظمات حقوق الإنسان، وآن الأوان لوضع حد لهذا النوع من السياسات المقيتة التي لا تخلق تنافسا شريفا بل تقوضه وترسخ مزيدا من الاحتقان والفتن والكراهية!!