أهم الأخبارالرياضة الليبية

عيد ميلاد أسطورة الكرة الليبية ونجم الأجيال فوزي العيساوي علامة بارزة وفارقة

زين العابدين بركان

صادف يوم الجمعة الموافق 26 من شهر مارس عيد ميلاد أسطورة كرة القدم ولاعب القرن في ليبيا ونجم كل الأجيال فوزي العيساوي، أحد أبرز وألمع النجوم الذين أنجبتهم كرة القدم الليبية الذين قدّموا لها الكثير عبر رحلة ومسيرة طويلة تجاوزت العشرين عاما، كان خلالها قدوة في العطاء والتميز والتفاني والوفاء والإخلاص.

ميلاد الأسطورة
أبصر العيساوي النور في مثل هذا اليوم عام 1960، وبدأ مسيرته الكروية بنادي النصر منذ مطلع السبعينات حيث أشرف على إعداده وصقله ورعايته المدرب اليوغسلافي القدير فلوريان ماتيكالو، الذي كان مدرباً لفريق الترسانة المصري وأحد صناع أمجاده في عصره الذهبي أيام الثنائي الكبير حسن الشاذلي ومصطفى رياض، أبرز نجوم وعمالقة الكرة المصرية ولم يبقَ العيساوي ويتوقف طويلاً عند محطة الفئات الصغيرة إذ سرعان ما دفع به الخبير اليوغوسلافي لصفوف الفريق الأول في منتصف السبعينات، ولم يتجاوز عمره وقتها الستة عشر عاماً، حيث استمرت مسيرته كنجم بارع وهداف وقائد للفريق حتى أواخر التسعينات.

التتويج الأول

وكانت أبرز محطاته المحلية مع الفريق الأول هو تتويجه لفريق النصر بالبطولة الأولى في تاريخه، في الموسم الرياضي 86 – 87، في المباراة الشهيرة والأخيرة والحاسمة لفريق النصر أمام الأخضر، حيث ظلت نتيجة التعادل سائدة حتى الدقيقة الأخيرة لينجح العيساوي برأسية بارعة في إحراز هدف الفوز والتتويج بالبطولة لفريقه.

ختامها تتويج ثانٍ

ثم عاد عام 1997 ليضع حداً لمسيرته الكروية بقيادته لفريقه النصر لمنصة التتويج عندما قاد الفريق لنيل بطولة كأس ليبيا لأول مرة، بعد فوزه في المباراة النهائية على فريق اليرموك بفضل ركلات الترجيح بعد انتهاء زمن الوقت الأصلي بالتعادل الإيجابي بهدف لهدف، حيث كان العيساوي هو صاحب الركلة الحاسمة والأخيرة لفريقه.

المربع الذهبي الأفريقي

وعلى صعيد مشاركاته في بطولات الأندية الأفريقية شارك مع النصر في ثلاث مشاركات في بطولات الأندية الأفريقية، آخرها وأبرزها عام 1985 حيث قاد فريقه لبلوغ الدور النهائي لبطولة كأس كؤوس أفريقيا، بعد أن أطاح بأبطال كل من موريتانيا والغابون وأوغندا، ثم انسحب النصر من المربع الذهبي أمام الأهلي المصري لأسباب سياسية، وكان وقتها العيساوي هدافاً للمنافسات برصيد خمسة أهداف وكان العيساوي صاحب أول ثلاثية أفريقية وهاتريك في تاريخ مشاركات الأندية الليبية، أحرزها في شباك فريق الجيش الغابوني في المباراة التي أحرز فيها العيساوي أول ريمونتادا أفريقية، بعد أن كان متأخرا بهدف ليحسم المباراة المثيرة بثلاثيته الشهيرة، كما اختارته مجلة فرانس فوتبول الشهيرة ضمن قائمة أفضل نجوم القارة عام 1985 حيث ضمت القائمة الأفريقية خمسة عشر نجما.

الظهور الدولي الأول

وعلى صعيد المنتخب الليبي اختير العيساوي مبكراً عام 1976 بقيادة المدرب الإنجليزي رون برادلي، وكانت أولى مشاركاته في دورة مارديكا الدولية بماليزيا ثم أحرز مع المنتخب الليبي القلادة الذهبية بالبطولة العربية المدرسية عام 1977، ونجح عام 1982 في المساهمة مع زملائه فىي الوصول للمباراة النهائية لبطولة أمم أفريقيا الكان بطرابلس عام 1982، حيث فقد منتخبنا نتيجة المباراة النهائية أمام غانا بركلات الحظ الترجيح ليحل منتخبنا وصيفا لبطل القارة، وتوج العيساوي بجائزة وكأس أفضل لاعب بالبطولة وكان نجمها الأول بامتياز، حيث تألق وسط كوكبة ونخبة من أبرز نجوم القارة ليسجل اسمه كأول نجم ليبي يتوج بهذه الجائزة وثالث نجم عربي يفوز بها.

نجم منتخب العرب

كما كان العام 1982 هو العام الذهبي للعيساوي الذي تم اختياره ضمن نجوم منتخب العرب الذي لعب بالعاصمة القطرية الدوحة أمام مختلط أندية هولندا، وتألق العيساوي مع كبار نجوم الكرة العربية أمثال المصري محمود الخطيب والجزائري بللومى والسعودي صالح النعيمة، والتونسي الجبالي والكويتي العنبري، وكان العيساوي نجم المباراة الأول حيث صنع لزملائه ثلاثة أهداف من أصل أربعة أهداف، تفوق بها منتخب نجوم الكرة العربية كما تألق مع المنتخب الليبي في تصفيات كأس أفريقيا وكأس العالم 1985، ضمن تصفيات المكسيك التي كان فيها منتخبنا على أعتاب المحطة الأخيرة والتأهل لمونديال المكسيك، حيث غادر المنافسات أمام منتخب المغرب بفارق الأهداف.

لاعب القرن بليبيا

اختارته الصحافة الرياضية في ليبيا أواخر التسعينات كلاعب ونجم القرن بليبيا، في استبيان واستفتاء شهير شارك فيه عدد كبير من الصحفيين والإعلاميين والمدربين، الذين أجمعوا على أحقية النجم الكبير الدولي فوزي العيساوي بهذا اللقب.

تُوج بلقب الدوري لاعباً ومدرباً

وعلى صعيد التدريب سجل العيساوي اسمه ضمن قائمة نجوم الكرة الليبية القلة الذين تُوجوا مع فريقهم ببطولة الدوري الليبي لكرة القدم، لاعباً ومدرباً، حيث نجح في قيادة فريقه النصر للتتويج ببطولة الدوري الليبي في آخر نسخة كروية في الموسم الرياضي 2017 – 2018، مدرباً لكل المنتخبات الليبية.

كما تولى مهمة تدريب المنتخب الليبي في عدة مناسبات، حيث عمل ضمن الجهاز الفني للمنتخب الأول ثم عمل مدرباً أول في تصفيات الكان، كما أشرف في مناسبات عديدة على تدريب مختلف الناشئين والشباب، وساهم في إبراز واكتشاف العديد من النجوم الصاعدين وتُوج مع منتخب الناشئين ببطولة شمال أفريقيا بالجزائر عام 2018.

مهرجان اعتزال كبير أمام الأرجنتين

أقيم لنجم الكرة الليبية الكبير فوزي العيساوي مهرجان اعتزال كبير أقيم بطرابلس عام 2003 ، في مباراة ودية دولية استعراضية جمعت المنتخب الليبي مع ضيفه الكبير المنتخب الأرجنتيني، حيث نفّذ العيساوي ضربة البداية وقص شريط بداية المباراة ليغادر بعدها الملعب وسط تصفيق وتحية الجمهور الرياضي، وعناق حار من نجوم المنتخب الليبي، فكان المشهد الكروي الأخير لنجم كل الأجيال بعد مسيرة دولية زاخرة بالعطاء.

زر الذهاب إلى الأعلى