قال حانقًا: لماذا تؤيد اتحاد الكرة الحالي على عكس بقية الرأي العام؟
قلت: على رسلك يا سيدي، أنا لا أؤيد هيئة أو اتحادًا أو فردًا إلا حين أراه على صواب دون النظر إلى أي اعتبارات أخرى، ولذلك ترانا معشر البشر نتفق مع الآخرين في أشياء وتختلف وجهات النظر في أشياء أخرى، ويبقى إقناع الرأي العام هو الأهم وهو لا يقتنع إلا بالصواب والنجاح، ويرفض التزلف والفشل، على الرغم من أن الرأي العام يتشكّل من بشر يختلفون في المؤهلات والفهم والإدراك والمصالح والتخصصات، مع أن التدخل فيما لا يعني أصبح يشكّل عندنا “ظاهرة” في الوسط الرياضي خاصة عبر “الفيس”.
كما يختلفون في التجربة والخبرة والقدرة على التمييز والتقييم والانتماءات المؤثرة سلبيًا حتى على أصحاب المعرفة، ناهيك عن مواقف مرتبطة بتصفية حسابات، واللهث وراء المصالح، فلا يرون الفساد إلا من الآخرين وهم أنفسهم ليسوا منه براء.
واتحاد الكرة الحالي هو كسائر الاتحادات الكروية المتعاقبة التي سبقته منذ أن أعلن ميلاده وإذا استثنينا بعض الإيجابيات القليلة؛ فإن كل الاتحادات لم تحقق شيئًا يمكن الاستدلال به والرجوع إليه، فنحن لم نفز ببطولات على مستوى المنتخبات، وكذلك الأندية وكثيرًا ما نجتر بعض النتائج التي لا تتعدى كونها إيجابية.
ولست بصدد الإشارة إلى مانجح فيه اتحاد الكرة الحالي وهو يعمل في ظروف استثنائية صعبة، ولا إلى السلبيات وهي كثيرة ويتحملها الوسط الرياضي برمته.
لكن ياسادة، فإن اتحاد الكرة وجد بالاقتراع من الجمعية العمومية وهي مكونة من النوادي وعندما يتم إصلاح النوادي سينصلح الاتحاد وكل الاتحادات الأخرى، وأنا أيها المحترمون لست عضوًا في جمعية عمومية ولم أحضر الانتخابات ولم أتابعها ولم أدخل اتحاد الكرة منذ أن تولاه الشلماني ولا من قبله لكن أمره يظل في يد هذه الجمعية العمومية، ولا أظن أن الفشل مقتصرٌ على اتحاد الكرة أو اللجنة الأولمبية، بل في كل الحكومات المتعاقبة ومجلس النواب الذي يهدر أكثر الأموال ويهيمن لسنوات طوال، وفي وزارة الرياضة وكل الوزارات الأكثر أهمية، ويقيني أننا سنتفق أن التعليم وهو القطاع الأهم ليس ناجحًا.
والصحة ليست ناجحة وكذلك الاقتصاد أما “الإعلام” فحدث ولاحرج، فقد أصبح متاحًا مباحًا بلا شروط، وهو أول من يحتاج إلى الإصلاح والغربلة، وإذا كان الكثير يدعم موقفه بالمؤهل الورقي فنحن لا نقيم المؤهل لكننا نقيّم ما يكتب وما يقال وهذا حق اليقين والفشل لا يمكن أن يُقيّم فشلًا.