فكرة قابلة للاستهجان!
ولأن الاحتراف في الرياضة أصبح أمراً ضرورياً لا غنى عنه لمن أراد أن يتبوّأ المراكز المتقدمة في العالم، وأن يكون له نصيب من البطولات القارية والعالمية والأولمبية، فإن الدخول إلى هذا العالم لا يمكن أن يتجزأ، فنأخذ ببعض منه ولا نلتفت إلى المُكمل الآخر لأنه إمّا أن يكون أو لا يكون!
ولأنّ المُحبين للرياضة من الليبيين وخاصة كرة القدم وما أكثرهم يشيدون دائماً بدول مُعينة نهجت نهجاً سليماً في هذا المجال، فحققت في زمن قصير ما لم نُحقق، سواء من حيث النتائج والألقاب أو من حيث ما هو أهم، وهو البنى التحتية الحديثة، كما هو الحال في قطر وهي دولة صغيرة والإمارات والسعودية وحتى تونس وهي الأقل من حيث الإمكانيات المادية، فإن هذه الدول استعانت بخبرات أجنبية واستقطبت لاعبين ومدربين وإداريين كلٌ حسب احتياجاته، ما مكّنها من مقارعة الدول الكبيرة فنالت نصيبها الوافر من البطولات والقلائد العالمية والأولمبية!
وعليه ما الذي يمنعنا نحن من أن نسلك نفس المسلك؟!
لقد فازت فرنسا بكأس العالم بمنتخب اعتمد على لاعبين من خارج فرنسا، منحت لهم الجنسية الفرنسية ولستُ بحاجة لذكر أسمائهم لأن المُولعين بكرة القدم يعرفونهم ربما أكثر مما نعرفهم، وفي مقدمتهم فييرا وجور كيف وكذلك فعلت هولندا وانتقل هذا الأسلوب إلى دول مثل إيطاليا وإلمانيا، أمّا أمريكا فإن كل ما حققته من إنجازات رياضية كان بفضل لاعبين من جنسيات أخرى!!
لقد فازت تونس بكأس أفريقيا ومنتخبها مدعم بضم الهداف دوس سانتوس والظهير الأيسر كلايتون، وكذلك فعلت قطر عندما استقطبت سباستيان، سوريا على سبيل المثال، وضمت أحسن تشكيلة سعودية أمين دابو السنغالي عندما لعب بجوار ماجد عبدالله وصالح النعيمة وغيرهم من النجوم!
ولأن اللعب في المنتخب البرازيلي يظل أمراً صعباً في دولة لديها ملايين النجوم، فإن كثيراً منهم لعبوا تحت ألوان دول أخرى مثل إسبانيا والبرتغال ودولاً عربية وآسيوية.
الأمثلة كثيرة ولا يمكن حصرها ولم تتفوق أمريكا في لعبة الجمباز على دول شرق أوروبا، إلاَّ بعد استقطاب نادية كومانتشي وأشهر المدربين والإداريين!
هي فكرة مِنّي لنخوض التجربة فقد نختصر الوقت ونُحقق ما حققته كل دول العالم بفضل الاستعانة بنظام الاحتراف، إلى أن ينصلح حالنا فينصب اهتمامنا من أجل الوطن وليس من أجل مكاسب ومناصب شخصية.
لا أدري هل تجد الفكرة القبول ولو مرحلياً أم سيلاحقها -الاستهجان- ولنترك ذلك للزمن لأن الزمن كفيل بأن يشهد كل المتغيرات وما يكون اليوم مرفوضاً قد يصبح غداً مفروضاً!