فوزنا بقلادة أولمبية من المحرمات!!
أجزمُ أنّ مجرد الحديث عن إحراز القلائد المُلوّنة في الدورة الأولمبية الحالية، الحادية والثلاثين، لطوكيو ألفين وعشرين التي تقترب من نهايتها، وإسدال الستار على منافساتها بالنسبة للمشاركة الليبية، هو ضرب من المستحيل وتجديف عكس التيار أو كمن يكتب على الرمال ومخالف لما عليه الواقع والراهن والحال.
فنحنُ خارج نطاق تغطية العالم الأولمبي منذ قرابة سبعة وخمسين عاماً، نشارك لمجرد المشاركة ليس إلّا، وزادت أمورنا سوءاً على سُوء وتراجعاً يتلوه تراجع، وإحباطاً يتبعه إحباط خلال الدورات الأولمبية الأخيرة من لندن وبكين مروراً بالريو فطوكيو في الألفين وعشرين، المقامة استثناء هذا العام!!
ستعود بعثتنا من دون أية قلادة، وهذا هو المُتوقَع قبل أن تنطلق الدورة، وكان متوقعاً قبل انطلاف الدورات الماضية في العواصم سالفة الذكر؛ لأن المسألة ببساطة غاية في الصعوبة، وإنْ شاركنا بمئة لاعب أو لاعبة، وإنْ شاركنا في كل ألعاب الدورة الثلاثة والثلاثين لعبة، فلن نُشكّل أية قيمة فنية أو تنافسية وسط هذا الكمّ الهائل من الدول، التي فاق عددها الدول الأعضاء في الأمم المتحدة، وبأكثر من أحد عشر ألف لاعب ولاعبة تنافسوا في ثلاثمائة وأربع وعشرين مسابقة.
أرى أن حديثنا عن الفوز ولو بقلادة أولمبية واحدة، أصبح من المُحرّمات إنْ جاز التعبير، وتماهياً مع ما ذكر ت استمعتُ ذات مرة لتصريحٍ لرئيس الأولمبية الليبية، قال فيه: “إننا نحتاج لخمسين عاما حتى نتمكن من الفوز بقلادة أولمبية!!”. وأنا أُضيف إلى تصريحه خمسين عاما أخرى على ما قاله، لن نُحقق فيها الفوز ولو بقلادة أولمبية واحدة، ليس تشاؤماً منّي أو تقليلاً من قيمة رياضيينا، بل لما عليه واقعنا الأولمبي من تشتت وتخبط وصراع على المناصب، وغياب للتخطيط والتنظيم والتقييم والرؤية المستقبلية لواقع المشاركة الليبية، في الدورات الأولمبية، منذ فترة طويلة وهو ما كان مؤثراً وسلبياً وعائقاً لإيجاد المناخ الملائم لوضع الأساسيات، والخطط والبرامج العلمية المدروسة مدعومة بالدعم المادي المناسب؛ لتحقيق مشاركات فاعلة وأكثر نضجاً بعيدة عن الارتجالية والعشوائية التي لم نَجنِ منها إلّا الفشل المتكرر والتراجع المخيف، الذي وَضعنا في ذيل الترتيب وآخر التصنيف في كل استحقاق دولي وأولمبي.