حسناً.. كلما اقترب انطلاق الدوري أو في منتصفه بين مرحلتي الذهاب والإياب وهي فترة تسجيل اللاعبين، تكثر مطالبات الجمهور الرياضي وتزداد ضغوطه على إدارات الأندية، من أجل جلب أفضل اللاعبين لتعزيز صفوف فرقهم سعياً للظفر بالألقاب ومن أجل المنافسة بجدية في المنافسات الأفريقية للفرق المشاركة أفريقياً.. ظاهر هذه المطالبات حق مشروع، حيث إن أحباء الأندية يتفاخرون بإنجازات أنديتهم ويرغبون دائماً أن تُتوّج فرقهم، ولكن السؤال الذي يطرح نفسه ماذا قدّمت هذه الجماهير لأنديتها من دعم تساهم به في تعزيز صفوفها في زمن الاحتراف الذي يستنزف خزائن الأندية ويرهق مسيّريها، في غياب مشاريع استثمارية حقيقية تُدر دخلاً جيداً يُغطّي مصاريفها المتزايدة؟
الجمهور الرياضي قوة مُعطّلة لم تُستثمر بشكل إيجابي، حيث تواصل ممارسة السلبية والنقد المستدام لإداراتها وتطالب بتعاقدات كبيرة دون أن تُبادر بالمساهمة بإيجابية في دعم أنديتها بمبالغ صغيرة، إذا جُمعت سيكون لها تأثير مهم، فمثلاً الأندية الكبيرة تفتخر بعدد مشجعيها الكبير فإذا افترضنا جدلاً أن فريقاً ما لديه (50 ألف) مشجع إيجابي، يُقدّم كل واحد منهم ديناراً يومياً لناديه أيْ (30 ديناراً) شهرياً مجموعها إذا ضربناها في العدد الذي ذكرناه يكون إجمالي المبلغ (مليون ونصف دينار) شهرياً أيْ (18 مليون) دينار سنوياً.. مبلغ صادم يؤكد أن القوة المُعطّلة التي ذكرناها يمكن أن تكون قوة داعمة كبيرة تؤثر إيجابياً في مسيرة أيِ نادٍ لديه قاعدة جماهيرية تُمارس دورها بإيجابية بدل ممارسة السلبية باستمرار.