لا جدوى من الحذر
من المؤكد أن وجهات النظر ستختلف من شخص الى اخر عند تقييم فريقي الأهلي طرابلس والاتحاد قبل خوضهما مباراتي الكونفدرالية ومن الطبيعي أن يرى مشجعو كل فريق أن فريقهم هو الأفضل ولا يرون فيه نقصا ولكنني لن أتناول الفريقين بالعاطفة لأنها لن تفيد شيئًا والأمور ستحسم فوق أرض الملعب.
هما خصمان عرفا بعضهما منذ زمن وكانت لهما مواجهات كثيرة على مر المواسم واختلاف اللاعبين بدءًا من الهواية إلى الاحتراف.
وعلى الرغم من أن الاتحاد يتقدم في المواجهات المباشرة بصورة عامة إلا أن مبارياتهما لم تحسم دائمًا للافضل لانها تكسب ولا تلعب ولا تخضع للمقاييس الفنية على أهميتها لأنها مثل أي ديربي في العالم قد لا يقدم فيه كل فريق أفضل ما عنده للحساسية ولضغط الجمهور وتخوفًا من الخسارة التي يستمر صداها إلى ان تحين مواجهة أخرى مما أدى الى تراجع المستوى الفني والاعتماد على بعض الجزئيات والأخطاء التي يقع فيها المنافس.
قد يختلف الحال هذه المرة لأن المواجهتين ( قارية ) وبالتالي فإن الحسابات عند المدربين هي التي تحدد مهام اللاعبين بكثير من القيود مع أنه لا جدوى من الحذر لتفادي الخسارة فلا بد من فائز ومتأهل.
ولذلك فإن دور اللاعبين أكثر أهمية من المدربين وعلى قدر ما كان التركيز والاستفادة من أقل الفرص والأخطاء المرتكبة تكون الخاتمة.
الأهلي ربما له الأسبقية الهجومية بتوفر عدد مهم من المهاجمين المحترفين من الداخل والخارج لكن هذه الميزة قد تشكل حيرة للمدرب فلم تجعله دائما يستقر على تشكيل ثابت على أن فعالية المهاجمين بغض النظر عمن يكون في الملعب ترتبط بقدرة لاعبي الوسط إيصال الكرة في الوقت المناسب لأنه على الطرف الآخر يتميز الاتحاد بدفاع صلب وحارس مرمى بمؤهلات عالية بغض النظر عن هفواته مؤخرا لكن لو تكررت فسيكون الثمن باهظًا.
وإن لم يكن هجوم الفريق بنفس الكفاءة الفردية لدى منافسه إلا أنه لا يعتمد على هداف معين فالجماعية كانت سببا في تعدد محرزي الأهداف وهو شئ ايجابي وقد يشكل مشكلة للمنافس من خلال تشتيت أفكار المدافعين ؛
ماهو اهم لنا كمشاهدين وللكرة الليبية ان نستمتع بمباراتين مشوقتين خاليتين من التشنج وكل الشوائب في إطار منافسة شريفة وسندعم المتأهل لتكملة المشوار ونتمنى للآخر حظًا أوفر لأن المشاركات لا تتوقف والبطولات لن تنتهي.