اراء

لا لفشل جديد بآخر قديم

عامر جمعة
عامر جمعة

توافقت الآراء تقريبًا على أن الإخفاق المتكرر لكرة القدم الليبية وراؤه فشل من يديرونها حاليًا وتحديدًا اتحادها العام ومن اختارهم ليدبروا شؤونها من منظمين ومشرفين وإداريين ومتطفلين ولجانًا تتغير في كل مرة ولا يتبدل أفرادها، وبطبيعة الحال؛ فإنني شخصيًا لن أخرج عن هذه الآراء لكن ولأن الفشل لا يرتبط فقط بهذه المرحلة؛ بل هو نتيجة مراحل سابقة تعددت خلالها الاتحادات واللجان المتعاقبة على اختلاف الإمكانيات في كل مرحلة؛ فإن مجرد تغيير الاتحاد الحالي وكل الاتحادات للألعاب الأخرى لن يُنهي المشكلة، ولو كان ذلك فالأمر لا يتطلب سوى اجتماع الجمعيات العمومية واتخاد قرارات حاسمة وهي التي اختارت كل الاتحادات، ومنها اتحاد الكرة الحالي وهي المُخوّلة بإسقاطه.

نحن يا سادة علينا أن ندرك أن كرتنا وكل رياضتنا تعاني من سرطان مزمن أصاب كل عناصرها ومقوماتها والعلاج يحتاج إلى “زلزال” يستأصل كل الأدران والعراقيل لتبدأ مرحلة جديدة مواكبة للعصر تعيد الدولة النظر فيها إلى الرياضة عمومًا وكرة القدم بصورة خاصة، باعتبارها الشغل الشاغل لعشاقها الذين يتابعون كرة القدم العالمية تتقدم ونحن نتأخر.

لذلك، فإنني أحذر من الحلول التلفيقية، فالمسألة ليست مجرد تبديل أفراد بأفراد وفشل بفشل جديد لأن جلّ الذين يطالبون بالتغيير من غير الإعلاميين والمشجعين لا ينطلقون من حرص على المصلحة العامة بقدر ما يأملون في أن يكونوا هم البديل، وهم الذين كانت لهم تجارب فاشلة، وقد هيمنوا على اتحادات عامة لألعاب جماعية وفردية لم تسجل أي نجاح يُذكر على الصعيديْن الأولمبي والعالمي، وظلوا يتباهون بقلائد جهوية ومغاربية ومناصب خاصة سعوا إليها بكل الطرق ولم تُفد الرياضة الليبية، بل إن بعضهم تحمّل مسؤولية اتحادات ومنتخبات لا علاقة له بها، في وقت كانت فيه الإمكانيات متاحة أكثر مما هو عليه الآن بحكم العلاقة الوطيدة مع أصحاب النفوذ لكنهم لم يبحثوا إلا عن النجاحات الشخصية المتعلقة باتحادات دولية أو لجان من لجانها.

لقد فشلت كرتنا واتحاداتنا العامة في الألعاب الأخرى ولا بأس أن نتريث وقد آن الأوان للتغيير حتى لا نستبدل أفرادًا بآخرين أسوأ منهم، هم الآن يتربصون للعودة بعد تجاربهم السابقة الفاشلة.

إن هيئاتنا ومؤسساتنا الرياضية واتحاداتها العامة وكرتنا بالخصوص، في حاجة إلى تغيير جذري.. لا مكان فيه للتجارب الفاشلة.

 

زر الذهاب إلى الأعلى