اراء

مارادونا تحدّى العواصف ولم يعترف بالعواطف

[avatar user=”amergomea” size=”thumbnail” align=”right”]عامر جمعة[/avatar]

هو نجمٌ كبيرٌ على اختلاف الآراء مقارنةً بينه وبين نجوم آخرين مثل بيليه وميسي ورونالدو وكرويف وبلاتيني وبكنباور، لأن الآراء كثيرًا ما خضعت للانتماءات والعواطف، ومع أنه غادر الدنيا؛ إلا إنه سيُذكر كلما كان هناك حديثًا يدور حول كرة القدم، وسيظل بين الكبار البارزين عبر التاريخ وإن لم يكن الأبرز!.

لاعبٌ موهوبٌ قدّم في الملاعب ما لم يقدمه سواه على الرغم من إبداعات مواطنه ميسي خلال العقد الأخير، وحقق لبلاده ما لم يحققه كل النجوم الذين ارتدوا غلالة منتخب التانغو، وفي مقدمة ذلك كأس العالم عام 1986.

وجعل نادي نابولي بين الأندية الأبرز في أوروبا والعالم في فترة وجيزة، مازال صداها حتى الآن، رغم تدني مستوى الفريق، حاليًا، مقارنة بكبار إيطاليا والعالم.

كانت حياته مليئةً بالمشاكل والصعوبات وواجهته العواصف جراء فلسفته في الحياة، فوقع ضحية المافيا وانقاد إلى الانحراف، لكنه مع ذلك؛ ظل نجمًا تحدى العواصف لأنه لم يعترف بالعواطف فكانت له مواقف جريئة، رغم أنه كان يمكن أن يتجنبها لو أراد مزيدًا من الشهرة والمال، فعارض سياسة بلاتر رئيس الاتحاد الدولي السابق، الذي حرمه من كل المهام التي أسندت لنجوم آخرين حظوا باهتمام الفيفا، ومات وهو معارضٌ للرئيس الحالي.

مارادونا، نجم كل العصور؛ اتخذ قرارًا شجاعًا معارضًا لاستمرار بلاتر كرئيس للفيفا، مع أنه كان يمكن أن يصبح مليونيرًا لو ساند الإمبراطور العجوز قبل الإطاحة به بسبب الفساد.

دييجو، الذي كان يُعامل أينما حلّ معاملة الرؤساء؛ لم يعط أهمية للرئيس الجديد أنفانتينو، الذي ساندته الظروف ليصبح رئيسًا لأكبر منظمة رياضية في العالم بدلًا من رئيسه بلاتيني الذي قد يعود للمنصب، ولا أظن أن أنفانتينو أجدر منه بذلك!

ربما كان الحظ مساندًا لأنفانتينو، الذي لم يكن يحلم بذلك، وإن كان حاليًا قد هيمن على مقاليد الأمور بسبب المال.

لكن مواقف مارادونا ستبقى خالدةً مثلما سيُخلّد اسمه كأشهر وأعظم من داعب الكرة في الملاعب.

زر الذهاب إلى الأعلى