الأصل لا يلمسه . إلا. المتوج
مهما ستكون واجهة الأحداث، ومهما ستكون نغمة العناوين التي سيذكرها ويُذكّرُ بها المذيعون في مُستهلّ وفي نهاية نشرات القنوات يوم الأحد القادم، فإنّ التُحفة الفنيّة التي صمّمها الفنّان الإيطالي (سيلفيو غازانيغا) ستكون عروس أحداث يوم الأحد.
عروس كؤوس المسابقات الرياضية ستكون يوم الأحد “نجمة” العالم، وستكون “بطلة” فيلم ناجح سيدخل كتب التاريخ تحت عنوان “مونديال قطر”، الحدث الذي رفع التحديّات وذهب إلى حدّ إنجاز مسرح كروي سيشهد له التاريخ إلى الأبد: ملعب من 974 حاوية!
نعم، جائزة كأس العالم سترتدي يوم الأحد أجمل حُلّة من الحُلل التي حظيت بشرف ارتدائها منذ 1974: حُلّة “الذهب الساطع الذي لا غبار عليه”. كأس العالم ستكون مساء الأحد عروساً بواهب غزل مترامية الأطراف: ستغازل جمهور ملعب الوسيل في انتظار مغازلة قائد المنتخب المُتوّج ورفاقه ومدرّبه ورئيس اتحاده وشعبه.
مساء الاحد، عروس كؤوس المسابقات الرياضية ستتربّع وسط ملعب الوسيل لكن أكثر من ذلك، ستنزل — عبر الشاشة الصغيرة — ضيفة على بيوت العالم برُمّته. ستغازل الجميع وتدخل قلوب الجميع، لكن من يلمسونها ويلامسونها قلّة قليلة.
مساء الأحد — وعلى خلاف اعتقاد سائد — جائزة كأس العالم ستكون “نجمة” واجهة الأحداث العالمية بوجهها وحّلّتها الأصليتين. مساء الأحد في أعقاب المواجهة بين فرنسا والأرجنتين، كأس العالم الأصليّة هي التي ستتربع — عروس– وسط الملعب. كأس العالم الأصلية هي التي ستعتلي منصّة التتويج تحت أنظار أمير البلد المضيف ورئيس الفيفا وبعض كبار الضيوف، في انتظار صعود كتيبة المنتخب المتوّج وفي انتظار تسليمه إلى إما البرغوث ميسي وإما قائد ديوك فرنسا الحارس ليوريس.
مساء الأحد، كأس العالم الصليّة ستطوف تحت حراسة على أرضية ملعب الوسيل، قبل الدخول إلى غرفة ملابس المُتوّج. تضلّ هناك فترة وجيزة على إيقاع الرقص والغناء قبل أن يدخل الأمين العام للفيفا لاسترجاعها وتسليم نسخة للمتوّجين.
نعم، مساء الأحد، النسخة الأصلية ستقضي الليلة بين “تشريفات” وأمن الفيفا لتسافر صباحاً باتجاه زيورخ مقر الفيفا في انتظار الخروج من جديد عام 2026 بمناسبة النهائي. ليل الأحد الاثنين أو صباح الاثنين، النسخة هي التي ستصعد على متن الطائرة التي ستعود بالأبطال إلى الديّار. النسخة هي التي ستدخل القصر الجمهوري للبلد المتوج على إيقاع نغمات النشيد الوطني، وهي التي ستتجوّل على متن الباص العالي في شوارع باريس أم بيونس إيرس.