مسيرة النصر الأفريقية.. بلغ نصف نهائي دوري الأبطال وتأهل لربع نهائي الكونفدرالية
يعود فريق النصر إلى الواجهة الأفريقية هذا الموسم، حيث يسجل ظهوره الأفريقي الثالث تواليا في دوري أبطال أفريقيا، وسيستهل مشاركته الأفريقية المرتقبة هذا الموسم بمواجهة فريق شباب بلوزداد الجزائري في لقاء يتجدد بين الفريقين الكبيرين وممثلي الكرة الليبية والجزائرية، بعد مرور 41 عامًا على أول وآخر مواجهة كروية بين الفريقين، حسمها الفريق الجزائري لصالحه، وسيدور لقاء الذهاب الأول يوم الأحد المقبل بملعب الخامس من جويلية بالجزائر، بينما سيدور لقاء العودة بالقاهرة في الخامس من شهر ديسمبر المقبل.
ويعد فريق شباب بلوزداد ثاني فريق جزائري، يلتقيه فريق النصر أفريقيا، حيث سبق لفريق النصر أن أقصى فريق شباب باتنة الجزائري في بطولة الكونفدرالية بفضل ركلات الترجيح قبل سبع سنوات.
من بلوزداد إلى بلوزداد
قبل أربعين عامًا استهل فريق النصر لكرة القدم حكايته مع مسابقات كرة القدم الأفريقية، عندما حظيَ بشرف تمثيل كرة القدم الليبية لأول مرة في منافسات بطولة الأندية الأفريقية حاملي الكؤوس بصفته وصيفًا لبطل الدوري الليبي، حيث تقابل مع فريق شباب بلوزداد الذي كان يعرف وقتها باسم شباب بلكور الجزائري عام 1979م، ونجح في العودة من الجزائر بنتيجة إيجابية بعد خسارته بأربعة أهداف مقابل هدفين ثمينين.
وكان يكفي فريق النصر هدفًا واحدًا فقط في لقاء العودة، ليترشح إلى الدور التالي، إلا أن الفريق الجزائري انتزع ورقة الترشح بخبرة لاعبيه، عندما فاز في بنغازي بهدف مقابل لاشيء.
مغادرة مبكرة أمام بطل غانا
وشهد عام 1983م عودة فريق النصر إلى ملاعب القارة الأفريقية، من خلال مشاركته في بطولة الأندية حاملي الكؤوس للمرة الثانية، وبعد سنوات عجاف توقف خلالها النشاط الرياضي تماماً، فجاءت العودة متعثرة ومتأثرة، بتوقف كانت له أثاره السلبية، حيث واجه فريق النصر فريق اليفن وايز بطل غانا وأسفر لقاء الذهاب الأول ببنغازي عن تعادل الفريقين بهدف لهدف، بينما نجح بطل غانا في تحقيق الفوز في لقاء الإياب بنتيجة 4 أهداف لصفر.
بلوغ النصف نهائي الأفريقي
وفي عام 1985م عاد فريق النصر للمرة الثالثة في تاريخه، والأولى له بقيادة جهاز فني ليبي، على رأسه المدرب القدير أبوبكر الربع، الذي نجح في العبور بفريقه إلى الدور قبل النهائي في بطولة كأس كؤوس أفريقيا، مستهلاً مشواره بتعادل ثمين عاد به من خارج الديار، أمام فريق ترازا روسو الموريتاني بهدف لهدف أحرزه مهاجمه عثمان الزاوي.
أول انتصار أفريقي
وفي لقاء العودة ببنغازي نجح فريق النصر فى تحقيق أول انتصار افريقى له عندما فاز على الفريق الموريتاني بهدفين، أحرزهما كل من رمزي المبروك وفرج البرعصي، ليتأهل إلى الدور الثانى الذى واجه فيه فريق المدفع الغابونى الذى تفوق فى لقاء الذهاب الاول على ملعبه بهدفين لهدف احرزه مهاجمه عثمان الزاوى.
أول ريمونتادا أفريقية
لكن النصر انتفض في لقاء الإياب ببنغازي بعد أن كان متأخرًا بهدف ليعود بريمونتادا تاريخية وأزاح فريق المدفع الغابوني من طريقه، بثلاثية نجمه الكبير فوزي العيساوي الشهيرة، وانتزع منه بطاقة الصعود إلى الدور الثالث، وهي أول ثلاثية وأول هاتريك ليبي في تاريخ مشاركاتنا الأفريقية، ليلتقي فريق كمبالا سيتي الأوغندي في العاصمة الأوغندية، حيث فقد نتيجة مباراة الذهاب الأولى بهدف مقابل لاشيء.
وفي بنغازي نجح فريق النصر في رد اعتباره، وحقق الفوز برأسية العيساوي، ثم عاد ليُسقِطَ الفريقَ الأوغندي بالضربة القاضية، من خلال ركلات الترجيح، ليواصل الفريق انطلاقته القوية في عامه الذهبي على الواجهة الأفريقية.
“العيساوي” هدافا للمنافسات الأفريقية
وكان من المقرر لفريق النصر، أن يواجه في الدور نصف النهائي فريقَ الأهلي المصري، إلا أن الظروف السياسية في ذلك الوقت فرضت عليه الانسحاب، وحرمته من الذهاب بعيداً في مشاركته، التي تصدر فيها نجم الفريق الكبير فوزي العيساوي لائحة هدافي المنافسات الأفريقية برصيد خمسة أهداف. من بينها ثلاثية هاتريك في مباراة الجيش الغابوني.
عودة بعد غياب طويل
وبعد غياب طويل امتد لثمانية عشر عامًا، عاد فريق النصر عام 2003م، ليسجل ظهوره الأول في بطولة كأس الاتحاد الأفريقي، ونجح في تخطى عقبة فريق البن الأثيوبي في الدور الأول عقب انتهاء لقاء الذهاب الأول بالتعادل السلبي بدون أهداف والفوز في لقاء الإياب ببنغازي بهدف لصفر.
وبهذا تأهل فريق النصر إلى الدور الثاني ليصطدم مع فريق الأهلي المصري، في لقاء كُتب له هذه المرة أن يقام بعد عودة العلاقات السياسية بين ليبيا ومصر إلى طبيعتها، حيث تمكن الفريق المصري من تحقيق الفوز في بنغازي بهدفين لهدف ثم عاد المصريون بخبرتهم الكبيرة ليجددوا فوزهم بهدفين مقابل لاشيء في القاهرة.
وللموسم الثاني تواليًا يعود فريق النصر ممثلاً للكرة الليبية في بطولة كأس الكونفدرالية الأفريقية عام 2004م ونجح في تجاوز عقبة فريق موغاس بطل بنين، رغم الخسارة معه ذهاباً في العاصمة كوتونو بهدف دون رد، لكنه نجح في تسجيل فوز عريض في لقاء العودة ببنغازي، كانت حصيلته 5 أهداف وهو الفوز الأكبر في تاريخ مشاركات النصر الأفريقية.
وفي الدور الثاني التقى فريق النصر مع فريق رينجرز النيجيري العريق ونجح في تحقيق الفوز ببنغازي، بهدف لكنه فقد نتيجة لقاء العودة في العاصمة النيجيرية لاغوس بأربعة أهداف مقابل لاشيء.
إقصاء شباب باتنة الجزائري
وعاد فريق النصر في عام 2011م مسجلاً ظهوره الثاني في ملاعب الكونفدرالية الأفريقية، عندما واجه فريق شباب باتنة الجزائري في الدور الأول، ويقتنص منه تعادلاً ثميناً في العاصمة الجزائر، بهدفين مقابل هدفين وفي لقاء العودة ببنغازي عاد التعادل ليخيم على أجواء لقاء الجوار وبنفس نتيجة لقاء الذهاب.
لكن مدرب الفريق فوزي العيساوي وفي أول ظهور أفريقي له بصفته مدربًا، عرف كيف يحتوي الموقف الصعب ويحسم المواجهة المغاربية لصالح فريقه، بفضل ركلات الترجيح، ويتقدم به خطوة هامة نحو الدور الثاني، الذي كان من المقرر له أن يواجه فيه فريق الخرطوم الوطني السوداني، إلا أن أحداث فبراير 2011م وقفت حجر عثرة أمام فريق النصر وحرمته من مواصلة المشوار الأفريقي
أول تأهل أفريقي من خارج الديار.
ثم عاد الفريق في عام 2013 ليسجل ظهوره من جديد في بطولة الكونفدرالية، حيث التقى في لقاء تمهيدى الدور الأول بفريق الخرطوم الوطني السوداني، حيث انتهى لقاء الذهاب الأول بتونس بالتعادل السلبي بدون أهداف.
وفي لقاء الإياب في العاصمة السودانية الخرطوم تمكن فريق النصر من تسجيل أول انتصار أفريقي، وأول تأهل له من خارج الديار عقب فوزه بهدف مقابل لاشيء من توقيع نجمه أحمد سعد، ويتأهل إلى الدور الثاني، الذي حل فريق النصر فيه ضيفاً على فريق الجيش المغربي في اللقاء الأول بالعاصمة المغربية الرباط، وأسفر عن فوز الجيش بهدف مقابل لاشيء، أما في لقاء الإياب الذي احتضنه ملعب شهداء بنينا بمدينة بنغازي، ساد التعادل الإيجابي اللقاء بهدف مقابل هدف.
النصر في دوري الأبطال الأفريقي لأول مرة
ودارت الأيام ومرت السنوات ليعود فريق النصر في عام 2019م ممثلاً للكرة الليبية بعد ان تُوج بطلاً للدوري الممتاز للمرة الثانية فى تاريخه، ويسجل حضوره للمرة الأولى في دوري الأبطال، أقوى وأعرق البطولات الأفريقية، بجيل شاب وطموح، خاض جميع مبارياته لأول مرة خارج دياره وبعيداً عن مؤازرة ومساندة جماهيره، نتيجة حظر لعب المباريات الدولية على الملاعب الليبية لأسباب أمنية، واستهل الفريق الشاب مشواره الجديد، بالفوز بخماسية على حساب هلال واو بطل جنوب السودان.
أسرع هدف ليبي أفريقي
وفي لقاء العودة بمدينة جوبا عاصمة جنوب السودان، عاد النصر ليؤكد جدارته ويفوز بأربعة أهداف مقابل هدفين، سجل معتز المهدي هدفين، أولهما بعد 34 ثانية فقط من صافرة البداية، ليكون أسرع هدف فى تاريخ مشاركات الأندية الليبية في دوري أبطال أفريقيا، ليتاهل النصر إلى الدور الثاني ليواجه فريق حوريا كوناكري الغيني، ويفوز عليه في لقاء الذهاب بالعاصمة المصرية القاهرة بثلاثية نظيفة.
وفي لقاء العودة بكوناكري واجه النصر ظروفاً صعبة، كان فيها التحكيم الافريقي قاسياً بصافرته على الفريق الشاب الذى انقاذ لخسارة بستة أهداف مقابل هدفين، وغادر دوري الأبطال بفارق هدف واحد فقط، وتحول إلى ملحق بطولة كأس الكونفدرالية الافريقية، حيث إلتقى فيه بفريق ساليتاس بطل بوركينافاسو، وفاز النصر ذهاباً بهدف لصفر ، فيما خسر إياباً بالعاصمة البوركينية واغادوغو، بثلاثة أهداف مقابل هدف.
معتز المهدي هداف أفريقيا
وخرج فريق النصر بشبابه النابض من هذه المشاركة الأولى لهذا الجيل بمكاسب عديدة حيث خاض الفريق لأول مرة فى تاريخه ست مباريات دولية خارج قواعده وبعيداً عن جماهيره ، سجل الفوز فى اربع منها وفقد نتيجة مباراتين فقط، كما سجل نجمه وهدافه معتز المهدي اسمه بحروف من ذهب، هدافاً لدوري أبطال افريقيا برصيد سبعة أهداف.
ربع نهائي الكونفدرالية لأول مرة
وفي الموسم الماضي سجل فريق النصر العودة للموسم الثانى تواليا فى دورى ابطال افريقيا حيث استهل مشواره فى الدور الاول بمواجهة فريق عاصفة موكاف بطل جمهورية افريقيا الوسطى حيث خسر ذهابا بهدف لصفر ونجح النصر فى الفوز فى لقاء الاياب والتاهل للدور الثانى عقب فوزه بثلاثة اهداف لهدف وفى الدور الثانى فقد فريق النصر لقاء الذهاب امام الرجاء البيضاوى المغربى بالقاهرة بثلاثة اهداف لهدف وتعادل فى لقاء الاياب بالرباط بهدف لهدف.
لينتقل إلى ملحق بطولة الكونفدرالية الافريقية حيث نجح فريق النصر في إقصاء فريق برولين الأوغندي، وبلوغ دور المجموعات لأول مرة في تاريخه، عقب تعادله ذهابا بهدفين لهدفين وفوزه إيابا بكمبالا بهدفين لصفر، وفي دور المجموعات استهل مشواره بتعادل أمام دجوليبا المالي بهدف لهدف، وخسارة أمام حوريا كوناكري بغينيا بثلاثية، وتعادل سلبي أمام بيدفيست الجنوب أفريقي، ثم فوز على بيدفيست بهدفين لهدف وفوز بباماكو على دجوليبا بهدف لصفر، وخسارة أمام حوريا كوناكري بهدفين لصفر، وتوقفت مسيرته عند محطة الدور ربع النهائي عقب خسارته أمام حسنية أغادير المغربي، عقب خسارته ذهابا بخماسية وإيابا بهدفين، وقاد الفريق لهذا الإنجاز الأفريقي الرائع والأول في تاريخه نجمه ومدربه محمد الككلي.