مصر- ليبيا.. حوار الأقدام لا حوار الإعلام
أقول، وبكل صراحةٍ، إنني لا أرى مبررًا للضيق من ما يطرحه الإعلام المصري من تصريحات حول مباراتيْ منتخبنا مع منتخبهم المهمتين في تصفيات كأس العالم فالإعلام هو كذلك في كل مكان من مبدأ الإثارة وإبداء الآراء التي تختلف بين مفرط في التفاؤل وحذر ومتشائم ومحاولة لاستقطاب المتابعين بل إن ما يثير العجب هو التركيز من قبل بعض الكتاب على التأثير السلبي لما يطرح على منتخبنا ولا أرى ما يرون ولا أظن أن لاعبينا سذج لينشغلوا بذلك.
من الطبيعي أن يحاول الإعلام الرفع من معنويات منتخبه ومع ذلك قد يكون تناول المواجهتيْن بهذه الكيفية له انعكاسات بين السلب والإيجاب ويرتبط ذلك بثقافة اللاعبين وأنا على يقين أن اللاعبين المحترفين لا يعطون أهمية لما يقوله الإعلام، فهم في الغالب بمعزل عن ذلك ويركزون اهتمامهم على ما يقوله المدرب، والحرص على تنفيذ المهام، فمبالغة الإعلام المصري بوصفه لمنتخبنا بالقوي لا يمكن أن تكون سببًا في غرور لاعبينا كما رأى بعض إعلاميينا، ومن نحن لنغتر ؟ ولو أن الإعلام المصري قلّل من مستوانا لقالوا إنه يستهزئ بنا.
إن الإعلام يلعب دورًا في الإثارة لكن اللاعبين والمدربين يركزون على واجباتهم فما أكثر التصريحات المثيرة للجدل والعناوين المستفزة، وذلك يحدث في كل العالم وحتى داخل كل دولة كما هو بين الريال وبرشلونة، والأهلي والزمالك، وبين الاتحاد والأهلي عندنا، وكل فريق له من يدعمه إلى حدّ التعصب أحيانًا لكن حسم المباريات يظل مرهونًا بأقدام اللاعبين.